الذي قام بجولات خلال أيام رمضان على قنواتنا اليمنية والقنوات المحببة إليه من الفضائيات العربية يرى أن برامجها، وكذا مسلسلاتها الرمضانية بعيدة جداً، أو مكررة، ولا تبحث في مشكلات وطنية وقومية وإسلامية، وإنسانية بطرق جادة وحاسمة، كما أن معالجاتها الدرامية ضعيفة، ولم نقترب من الراهن المعاش في الوطن العربي، وأقطاره.. هذا الوطن، وأقطاره الذي يعاني من 2011م تحولات درامية، لا نستطيع حسابها، بأي حساب من حسابات الثورات، ولا التحولات المرغوبة نحو المستقبل.. فكل ما يظهر مما يجري في بلاد العرب عبارة عن فوضى خلاقة، أرادتها وبشرت بها قوى دولية غربية صهيونية في تموز 2006م حين صرحت بذلك «كونداليزا رايس» وزيرة الخارجية الأمريكية حين كانت في زيارة لتل أبيب، أثناء الحرب الصهيونية على جنوبلبنان، حين قالت هاهي الفوضى الخلاقة قد بدأت لتنتج شرق أوسط جديد.. نعم هذه التحولات الدرامية لم تتحول إلى أعمال فكرية وكذا مسلسلات درامية تظهر مدى السلبي، والخاطئ في الفوضى الخلاقة، ومن يقف وراءها، ولمصلحة من تسير، وكيف يشارك فيها النظام العربي بالمال والسلاح والإعلام، وبالفتاوى وغير ذلك دون وعي أو دراية. أما قنوات بلادنا فحدث ولا حرج مشاهدتها مضيعة للوقت سواء القنوات الرسمية التي اتبعت سياسة خبرية بعيدة عن المصداقية والمهنية في نقل ما يجري في البلاد العربية، وتظهر انحيازها الواضح والفاضح إلى اتجاه معين، وهو اتجاه يظهر في بعض القنوات الخاصة. أما المسلسلات فحدث ولا حرج فهي هابطة من جميع الجوانب، مع تسليمنا بأن هناك أفكاراً لكنها تضيع في زحمة الحوارات والصياح والزعيق الذي لا لزمة له.. أما مسلسل «همي همك» على «السعيدة» فهو غير يمني، وليس له علاقة بكل شيء باليمن لا لغة، ولا بيئة، ولا ملابس، ولا منازل، نعم لا علاقة له باليمن واليمنيين.. وهو أقرب إلى المسلسلات الأردنية أكثر منها إلى المسلسلات اليمنية التي تعرضها القنوات الأخرى، وهي مسلسلات جداً هابطة عما عرض في السنوات الماضية.. مسلسلات رمضان عموماً لا تواكب الأحداث والتحولات المعايشة، لكن عزاءنا في تلك القنوات العربية التي تزدحم ببرامج الحوارات، والمقابلات، والتحقيقات التي تتعاطى مع التحولات من وحي المسئولية الوطنية والقومية والإسلامية.