الخطوات الإجرائية التي اتخذتها القيادة السياسية بزعامة الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الفترة الأخيرة وإحالة هذه المصفوفة إلى حكومة الوفاق الوطني لترجمتها وتحديداً تلك النقاط ذات الصلة بالقضية الجنوبية.. هذه الخطوات كانت ولا تزال مبعث ارتياح لدى مختلف الأوساط والنخب، إذ أتاحت هذه القرارات التي بدأت الحكومة في ترجمتها على الأرض تفكيك بعض الألغام المزروعة هنا وهناك. أما وقد أخذت هذه الخطوات طريقها إلى التنفيذ، فإن مسؤولية القوى السياسية على الساحة الوطنية وخاصة المشارِكة منها في الحوار الوطني أن تتمثل هذه الروح وتعمل بكل جد وتفانٍ من أجل المشاركة الفاعلة في إنجاز صيغة الحل والتسوية وفقا لمبدأ التوافق الوطني. ولا شك بأن الإشارات الايجابية الصادرة عن بعض قوى الحراك الجنوبي السلمي إزاء هذه التطورات البناءة تعكس الرغبة في العودة إلى طاولة الحوار، الأمر الذي يبعث هو الآخر على الارتياح بامكانية تجاوز اليمنيين الصعاب والتحديات الماثلة أمام استكمال إنجاز هذه التسوية التاريخية وعلى النحو الذي يحقق التطلعات المنشودة في إقامة الدولة العادلة وكفالة الحقوق المتساوية تحت ظلال راية الحكم الرشيد. وإزاء هذه الأجواء المفعمة بروح التفاؤل والأمل، تتبدى بين الحين و الآخر بعض الأصوات النشاز التي لم تستوعب حتى الآن مرارة تجارب الماضي القريب ودروس الحاضر، إذ لا تزال هذه الأصوات تتشبث بمواقف تتناقض وحقائق الواقع الداخلي ومعطيات التأييد الإقليمي والدولي غير المسبوق لدعم أمن واستقرار ووحدة وتطور اليمن.. وبالتالي فإن الضرورة تقتضي الإشارة إلى أهمية أن تعيد هذه العقليات التفكير في أطروحاتها المتناقضة كما أسلفنا مع حقائق المتغير الراهن وتجليات المشهد الذي يسير على نحو مضطرد في اتجاة تقديم أنموذج حضاري ينأى باليمن وأهله مغبة الوقوع تحت ظلال الاحتراب التي تعيشها عديد دول المنطقة. إذاً لماذا إصرار البعض على إغلاق نوافذ الأمل ومحاولة الذهاب بعيداً في المجهول الذي لا تستقيم بعده إمكانية إعادة تركيب الصورة التي يحرص الجميع على أن تبقى بعيداً عن مخاطر هذه المآلات الخطرة على حاضر ومستقبل اليمن والمنطقة عموماً!! ومع هذه الحالة التشاؤمية، سيبقى للحلم متسع. رابط المقال على الفيس بوك