أريد أن أغتسل بماء السماء حتى لا تبقى في نفسي ذرّة من تراب أو أثر من كراهية. ...كم أكره الكراهية والشوك، كم أكره التصحُّر والجهل، كم أكره يباس الأشجار وتعصب الإنسان، كم أكره السراب والكذب، كم أكره الحسد و«الجذام» وحشرة «الجدم» وهي حشرة أخطر من «الجراد» عندما يصيب الجدب والتصحُّر الأرض و«تيبس» الأشجار المثمرة تتساقط أوراقها ولا تصلح إلا أن تكون طعاماً للنار وحطباً، وعندما يُصاب الإنسان بالتعصُّب يحرق كل القيم التي يدّعيها وطنية كانت أو دينية، إنسانية أو فنية أياً كان نبلها تتحوّل إلى نار وحطب ومصدر للفتن والشر والخوف والجوع، بالتعصُّب يتساقط الإنسان كراهية وخراباً وحسداً وقبحاً، كما تتساقط أوراق الخريف. كل شيء يُصاب بالتعصُّب يتحوّل إلى قبح، وكل شجرة (تيبس) تتحوّل إلى حطب كانت ورداً أو رماناً؛ تفقد رائحتها وخاصيتها ب «اليُبس» كما يفقد التعصُّب خاصية القيم الوطنية والدينية والأخلاقية، الفارق هو أن حطب الأشجار قد يعود بنفع وفائدة ونار تحت القدور والمطابخ أو ما شابه؛ أما «حطب» التعصب؛ فهو شر بالغالب الأعم يحرق كل القيم وينشر النار في النفوس والمجتمعات. التعصُّب آفة إنسانية ليس حكراً على فئة دون أخرى؛ فهو مرض إنساني ينتشر كمرافق للجهل والاستبداد، وقد تجد من يصيح من التعصُّب ويدّعي محاربة التعصُّب هو بيت التعصُّب ومدرستها الأولى..!!. مهرجان المطر.. لليوم الثاني على التوالي السماء تسكب المُزن، والمسارب تذرف فرحاً، والسيل بالسائلة، و«المداحي والأهواب» والأزقة و«المخالف» والحمام «تدوّر مكنّة» والزرع يرقص مع طير العقاب، والمشنّة تستقبل الماء، وعمّي «عبده» يصيح طرباً: «عبيدك ووووربي عبيدك .... زيدنا من جودك، واسقنا من حوضك الملآن». [email protected] رابط المقال على الفيس بوك