عندما يُراوح الإنسان مكانه بمعنى أنه لا رايح ولا جاي بالعدني يعني توقف عند إحراز تقدم!! وهكذا عندما ابتسرت الثورة راوحت مكانها رغم أن دخول المبادرة الخليجية إنما لإعطائها زخماً إيجابياً ليس ليتوقف المد الثوري ولكن لتقدم المبادرة آليات ومعالجات تعمق الفعل الثوري عند الثوار ولعل التوافق والوفاق ارتضى أصحابه وخاصة ثورويي الأمس المشترك واحتقنت الثورة وبقيت مراوحة محلها!!! لست مع البقاء في الساحات وحتى الشباب والثوار ليسوا مع البقاء ليس بسبب أن إخوتهم وأبناءهم الشهداء لم يُنصفوا أو مكاسب من قتلهم ولكن لأن الحقوق والمطالب للثورة اعتقلت فمازالت الأراضي والممتلكات في حوزة من اغتصبوها فإن قلنا هي مع من هم مع النظام السابق فالأمر واضح ولكن مع من ادعوا الثورة فهو الأمر غير الواضح والمنافق وكان الأولى من مجالس التنسيق ألا تكتفي بالإشارة العمومية لما تم من سطو وبسط وتوزيع الأراضي والممتلكات كان الأولى لهذه المجالس أن تقول وتعلن أن على من يدعون الثورة أن يعيدوا الحق العام من الأراضي ومن جنحوا للسلم ووقعوا على وثيقة المبادرة أولاً. وأن يمتلكوا الشجاعة الأدبية بل وتتملكهم الشجاعة الفعلية ويتطهروا من رجس السُحت لما لاحق لهم فيداً وبسطاً وكم هي ثقافة إرغام مخجلة أشاعتها بعض القيادات السابقة في تسييج أراضي بإدعاء ملكية عامة أو خاصة أو تملك لسنين أو حتى لملك يتبع من الناس، هذا ماظهر على سطح الأرض ومن تجرأ من هؤلاء أو بعضهم باع على طريقة غسيل الأموال حتى لا يتضح أنه في يوم ما بسط أو تكرمت رئاسة الدولة آنذاك عليه بهذه الأرض أو تلك زيادة في التملك قام متفيدونا بالحق العام بتسوير الأرض لتحظى بسعر مجز !!. المهم في الأمر أن اختطاف مطالب الثورة وإجهاضها بركود الموقف والمعالجة وبالتالي الاستقواء على الحق العام. ماذا كان سيحدث لو تملكت حكومة الوفاق الشجاعة وناقشت قضايا الأراضي وعودتها للشعب.. ماذا لو تملكتها الشجاعة وفتحت سجلات وعقارات الدولة وإن زعمت أن المبنى والسجلات أحرقت ليس الأمر رب ضارة نافعة بل هي محفوظة في ألواح رب العالمين يوم لا أحد مدافعاً عن من أخذ المال العام إلا أرحم الراحمين ليحاسب كل من تفيد ويوم يأتي المجرمون من أرض تبنى عليه مدرسة أو أبعدت المدرسة لمنطقة بعيدة كون متنفذ لم يتزحزح قيد أنملة كون الأرض المستباحة منه هي في منطقة سكنية أحق بها موقع المدرسة.. ولكن أخانا لا يهمه مصلحة المجتمع وقد يكون شيخ المنطقة ولا الأمن والسكينة والسلم الاجتماعي ولا يهمه أن موقع المدرسة سيجنب بناتنا الذهاب لمكان بعيد فبناته يذهبن بسيارة برادو، صالون.. ولا يهمه إن بعدت الطريق عن المعاق الذي تتعطل دراجته لبعد المسافة أو الفقير الذي تتقطع أحذيته لبعد المسافة أو الفتاة التي تحرم من التعليم لتأخرها في جلب الماء!!. لست ضد الوحدة بل العكس فالوحدة قربت هموم اليمنيين وجعلتهم في موقع من الجرأة والتبصر بالأمور ومعرفة الأذى الذي لحق بهم وبالوحدة والناس والثروة ومن التوحد مع بعضهم لذا لا غرابة أن جاء البسطاء وناقشوا وامتلكوا الشجاعة في تصويب هدف الحقيقة بمنتفعي الثروة والباسطين على الحق العام وبمستغلي المؤسسات العسكرية لخدمة وحراسة سرقاتهم، كونهم سرقوا واستغلوا وقت وجهد هذا الجندي لحراسة سرقاتهم بل ويذهب ضحية لهذا المدعي بالملكية العامة بحجة دفاعه عنها بموافقة ضمنية من السلطة. فإلى متى يستباح حق الشعب وها هي تعالج الدولة الأمر انطلاقاً من ال 20 نقطة وال 11 النقطة الحوارية خاصة أن رئيس الجمهورية وجه الحكومة بمعالجة ذلك. إن المعالجة لا ينبغي أن ترتبط بقضايا حل الأراضي والممتلكات في المحافظات الجنوبية بل إضافة لخصوصية ذلك ينبغي أن تكون هناك معالجات على المستوى الوطني فلعلعة الرصاصة دائمة في المناطق الشمالية للصراع على الأرض وأن يحرم ويمنع ويعاقب الاستيلاء، البسط والفيد و كلما من شكله نهب الحق العام ولابد من الخروج من هذه الممارسات إلى رحاب الاستثمار وبدرجة أولى الاستثمار في الخدمات من قبل الدولة والقطاع الخاص والمشترك المنظم والمؤهل والمصرح له بالعمل لذا لابد من حراك تنموي حتى لا نبقى نراوح وضعنا سياسياً تنموياً فالأوطان لا تراوح محلها بل بقدر ما تعطي من ثروات تحتاج لسواعد تبني بها الأوطان لتدور وتتحرك عجلة التنمية ويتحقق الرفاة للمجتمع بجهده لا بالمساعدات الخارجي ولابد من تعهد أخلاقي وسياسي يظهر فيه كبار المسئولين أنفسهم ويسلموا ما سلبوه وأن ينظروا لحالة بؤس المجتمع وتشرده في بيوت هالكة وعشش وهو يسمسر بأرض الشعب لا بحر ماله وأرضه يوم لا.. لا أكثر من مترين مربعين يسكنه هذا الفقير عشش صنادق تواجه حر الصيف وقسوة المطر والرياح هذا الفقير الإنسان في حال مراوحة دائمة يتوارثها عن جده ويخلفها لابنه لماذا لأن كبار قومه ارتضوا بنهب الحق العام ولم يخجلوا لحالات الفقر والتشرد والتسول أمام الله والعالم الذي رحم شعبنا ولم يرحمه كباره. ويوم أعتقد الطغاه بشرعية البسط على الحق العام وشرعوا لأنفسهم ظلم وفقر العامة وشرعوا لأنفسهم سرعة ثرائهم. رابط المقال على الفيس بوك