فجأةً وصلتني رسالة من فارع المسلمي قال فيها: إن إبراهيم مثنى مات. لم أشعر برعب الموت في حياتي كلها مثل هذه اللحظة. كان إبراهيم كطفل. كنت أقسو عليه أحياناً. كان أصغرنا وأكثرنا نقاوة وحيوية وأملاً. كان يحبني جداً كنت أحبه بعمق خصوصي بالمقابل. كنت أغبطه على دأبه الرائع في النشاط المدني منذ وقت مبكر. كنا نلتقي عابراً بينما يشعرني حضوره ببراءة الإنسان الأول! كانت براءته مبهرة. كانت تحرج كل اللئام الذين في المقهى أيضاً. كان أنقى شخص في شلة المقهى إبراهيم. كانت تلقائيته تجعلني أعيد التفكير في ماهية الإنسان تماماً تحديداً كانت براءته تجعلني في اختبار ذاتي معي ومع الوجود كله. على أنني بنصيب كبير من اللؤم الإنساني يا إبراهيم، إضافة إلى أنني العاطفي بما يفوق القسوة للأسف. ويا الله: أنا مستاء من هذه اللغز الوجودي جداً. ولاشيء أكثر نضجاً من بلاهتي وعوائي الآن. مات الطيب إبراهيم مثنى. وكم يفزعني الموت بحقيقته المؤلمة. لذلك كل ما أشعر به الآن هو أنني أفتقده بشدة، إضافة إلى شعوري أنني أصبحت أكثر عدوانية تجاه هذه الحياة العجيبة كما تجاه موتها الساذج كذلك. كيف يرحل إبراهيم الطيب بهذه السرعة يا الله؟ رحمة الله عليك يا إبراهيم مثنى. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك