اشعر أن هناك تشابها كبيراً بين الرئيس إبراهيم الحمدي رحمة الله عليه و الرئيس محمد مرسى .. فكلاهما تم القضاء على مشروعيهما في بناء الدولة من قبل العسكر المدعومين بأموال الدول الإقليمية . الأول تم الغدر به وقتله ثم تشويه سمعته والقضاء على كل شيء يمت له بصلة من قبل أناس وثق بهم واعتقد انهم شركاء معه في بناء الوطن والثاني تعرض للخطف و الإخفاء القسري وتلفيق التهم له من قبل أناس وثق بهم واعتقدهم شركاء معه في بناء الوطن.. المؤامرة هي المؤامرة المتآمرون هم المتآمرون و إن اختلفت الأساليب والأماكن و الأشخاص المهم القضاء على أي مشروع نهضوي يمكن أن يرتقي بهذه الأمة . إن الأغلبية العظمى من اليمنيين الذين لازالوا يهيمون حبا بالحمدي لا يعرفون أنه كان يرحمه الله قوميا أو إسلامياً أو يساريا . كل ما يعرفونه أنه كان رجلاً مخلصا يريد بناء دولة قوية يساوى فيها الشيخ مع الرعوى و القبيلي مع السيد والغني مع الفقير, السيادة فيها للنظام والقانون لهذا السبب أحبوه وتعلقوا به، من يزعم أن الناس أحبوا الحمدي لانتمائه الحزبي أو المناطقي فهو واهن , فالحمدي كان مشروع بناء وطن و أحياء أمه ومن يتشدق اليوم بالحمدي ويريد حصره في تنظيم معين هو يقزم الحمدي ويقلل من شأنه ويحصر مشروعه الوطني في نطاق حزبي ضيق .. اليمنيون بمختلف شرائحهم يريدون أن يعرفوا من الذى قتل الحمدي وارتكب هذه الجريمة القذرة التي قضت على آمالهم وتطلعاتهم التي كانوا ينشدونها تحت قيادة هذا الرجل . وهذا يتطلب تشكيل لجنة تحقيق محايدة تعمل بحيادية ومهنية عالية بعيدا عن كل التأثيرات الحزبية والمناطقية يكون هدفها الوصول إلى القاتل الحقيقي , أما إطلاق الاتهامات جزافا على الناس بدون دليل فهذا لا يخدم الحمدي ويتناقض مع مشروعه الذى كان يسعى إلى تحقيقه التي هي أهم ركيزة من ركائزه هو العدل .فالعدالة تقتضى التحقيق وإيجاد الأدلة المادية التي تدين الجاني الحقيقي أما الاتهامات الجزافية التي نسمعها .اليوم تقال هنا أو هناك لا تعد وفاء للحمدي فهي تسيء إليه وتحول قضيته من عادلة تهم كل اليمنيين إلى قضية سياسية تخدم مشاريع صغيرة .. إن الوفاء للشهيد إبراهيم الحمدي يتطلب منا دراسة حياته كتجربة إنسانية بشرية يعتريها الصواب والخطأ فيها الإيجابي والسلبي وهذه طبيعة كل البشر إلا من عصمهم الله تعالى وهم الرسل والأنبياء . فلابد أن تدرس حياته بحيادية وموضوعية وتوثق حتى يستفيد منها الأجيال القادمة بعيدا عن الكلام المتطرف الذى يردده البعض عن الشهيد الحمدي وكأنه ملك نزل من السماء فهذا ليس وفاء إنما هو خذلان له واستغلال سيىء يؤدى إلى حرمان الأجيال القادمة من هذه التجربة الرائدة لأنها تنقل اليهم بعاطفة لا بعمل مهني قائم على الموضوعية وهذه مسئولية الاكاديميين والباحثين فرغم مرور 35 عاماً على اغتياله لم اسمع أن هناك باحثاً حضر رسالة دكتوراه أو ماجستير عن إبراهيم الحمدي في الوقت الذى هناك عشرات الرسائل التي حضرت في شخصيات لا تساوي شيئاً اذا ما قورنت بالشهيد إبراهيم الحمدي .. رابط المقال على الفيس بوك