مؤلم جدا أننا أصبحنا نُقَيم الأشخاص في واقعنا الراهن وأزماتنا الحالية بمبدأ (قل لي من حزبك أقل لك من أنت).. وموجع جدا أننا لم نعد نسأل عن أصل الفتى ولكن صرنا نسأل إلى أي حزب أو طائفة ينتمي.. وبشع جدا أننا اذا كنا لا نعرف شخصا فإننا لم نعد نسأل عن اسمه ولكن نسأل أولا لأي جهة يتبع.. ففي هكذا وضعاً وهكذا حالات أيحق لنا أن نتساءل:هل تطور الوقت أم إنه ومع البغضاء التي تتلبسنا صار يرتد لما بعد أزمنة الكهوف؟وهل بهكذا حالات صرنا نعرف كيف يكون الحابل والنابل أم إن كل المتاهات صارت تؤدي بنا إلى شتات لا ينضب مداه؟ عميل , خائن, شيعي , حوثي , عفاشي , اصلاحي , مؤتمري , طائفي إرهابي ..هي مصطلحات فتاكة وألقاب قاتلة باعدت بيننا وبين إنسانيتنا كبعد المشارق والمغارب.. مصطلحات بمثابة قنابل لم تعد موقوتة إطلاقا بل إنها قد تفجرت فينا شظاياها المدمرة ووسعت الأحقاد وشتت معاني الإخاء والألفة وفرقت يمانيتنا على أسنة الحراب ولمعات العيون الغاضبة والقلوب التي تشتعل شررا وكُرها.. مصطلحات لطخت تاريخنا وحاضرنا وجعلت مستقبلنا معتم الرؤية وصار العداء أكثر شيء يميزنا وفقدنا كل ما يربطنا بالقيم والأخلاق وتقبل الرأي والرأي الآخر والاتفاق على نقطة تصل بنقاشاتنا من معمعة السباب والتجريح والتعصب واللارؤية الى العقلانية والرؤية الواضحة الحقة.. فأي جبل سيعصمنا من هكذا وضعاً سارداً في التوحش والفتك والخراب ؟؟ أي مصير يناظرنا وما عاد فينا إلا صدى المواجع تغرس فينا أشواكها؟؟ أي عمر هذا وأي واقع بائس هذا الذي يرتد إلينا راعشا ويجثو على جروحاتنا النازفة بأقدام من شوك ونار ويسحق فينا آدميتنا ؟؟وأي بشر أصبحنا وأي يمانيين صرنا.؟ فالتنابز بالأحزاب والشتائم واللعن والسب والقذف ومحاولة إثبات ان الآخر هو الأسوأ على الإطلاق بشتى الوسائل الموغلة في التجني على حساب وطن يحتضر صار عنوان تقدمنا وحضارتنا.. والتفاخر بالأحقاد أضحى يميز احتضارنا البطيء لمقابر اللاانسانية واللاسلام واللاوئام ,, وبالفعل لم نصبح إلا يقايا بشر في وطن صار هو الآخر شبه وطن يئن من قنابل تفجرت فيه وحشيةً وموتا وبشاعة..فيا ترى ما هو حكم الإنسانية في تنابزنا بالأحزاب وأكلنا للحوم بعضنا البعض ونحن نعلم غينا وظلمنا لأنفسنا ولهذا الوطن الموءود تحت جمر أحقادنا وحطب الفتن وتنابزنا بالأحزاب والطوائف والمذاهب والمناقب المتعفنة الباطلة؟؟ فيا أيها الجالسون على جروحاتنا المتقيحة عودوا ليمانيتكم الأصيلة ولحضن وطنكم الأم ,, اليمن ولا شيء غير الحبيبة اليمن ..فلم يعد فينا متسع ومساحة لجروح إضافية ولأنين جديد.. رابط المقال على الفيس بوك