تزداد تعقيدات الحياة السياسية مع زيادة أعداد المكونات السياسية التي لاتدرك واجباتها الدينية والوطنية والانسانية, ولم تدرك لماذا وجدت ومن الذي أوجدها, الأمر الذي يجعل تلك القوى غير المدركة لمسئولياتها الوطنية غير قادرة على تبني الأقوال والأفعال الوطنية التي تجسد الارادة الشعبية وتعزز الوحدة الوطنية وتقوي سيادة الدولة, والأكثر من ذلك أن هذه القوى لاتمتلك الارادة الحرة التي تميز بين ما ينفع الناس وما يضرهم, ولاتمتلك البعد الوطني الاستراتيجي لبناء الدولة, والسبب الحقيقي الذي يعيق ذلك هو سيطرة العقليات غير القابلة ببناء الوطن الواحد القوي المزدهر, وهذه العقليات لديها ادعاءاتها واعتقاداتها الوهمية التي تجاوزها الزمان والمكان. إن تعقيدات المشهد السياسي اليوم في اليمن المعاصر ناتج عن تحكم القوى التقليدية ذات النزعات والرغبات الخاصة التي لا تحقق الارادة الكلية للبلاد في مفاصل بعض المكونات الحزبية والمكونات التقليدية وهو ما جعل تلك المكونات مجرد ظاهرة صوتية لاتقدم المفيد النافع للبلاد والعباد بقدر ما تضيف الأعباء الكبرى على مقدرات البلاد وجرها إلى التحالفات التي تلحق الضرر البالغ بالسيادة الوطنية وتخدم الارادات غير الوطنية التي تسيء إلى قدسية سيادة الدولة اليمنية المعاصرة, وتصبح مثل هذه المكونات الهزيلة مأوى لمن ثبت فشلهم في حياتهم اليومية ليتحولوا إلى أدوات تحرك وفق رغبات خاصة داخلية أو خارجية تلحق الضرر بالسيادة الوطنية والارادة الكلية للشعب من خلال تلك المنابر المشبوهة ذات التوجهات المعادية للدين والوطن والانسان. إن معالجة تعقيدات المشهد السياسي في البلاد تحتاج إلى الممارسة العملية للديمقراطية داخل تلك المكونات وأن تتاح لهم حرية الاختيار الحر الذي يجعل من المشاركة السياسية فعالاً ويحقق الارادة الكلية المعتصمة بحبل الله المتين ويفضي إلى فضح عناصر الكيد والمكر الذي تعاني منه الحياة السياسية في اليمن, ولذلك نكرر الدعوة لكل أحرار اليمن إلى المزيد من الاصطفاف الوطني في سبيل مواجهة قوى التآمر على وحدة وأمن واستقرار اليمن الواحد والموحد بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك