ثمة تساؤلات عن أسباب فشل لجنة التوافق المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني إقناع فريقي الحراك السلمي والمؤتمر الشعبي العام العودة مجدداً إلى اجتماعات اللجنة من أجل التوصل إلى صيغة نهائية وشاملة لمعالجة تداعيات القضية الجنوبية، خاصة مع تأكيد اللجنة بأن مبررات الفريقين لعدم حضور جلسات اللجنة لا صلة لها بالقضية الجنوبية من بعيداً أو قريب! مثل هذه التساؤلات المطروحة، سواءً داخل ردهات مؤتمر الحوار الوطني أو خارجه توضح بصورة لا لبس فيها حاجة الأسرة اليمنية ورعاة المبادرة الخليجية إلى مزيد من تضافر الجهود والدفع بقوة لتذليل ما تبقى من عقبات أمام استكمال مؤتمر الحوار لمهام مسئوليات انعقاده وتطلعات الجميع للحيلولة دون فشل هذه التسوية التاريخية تحت أية مبررات كانت.. وذلك بالنظر إلى جملة من الاعتبارات التي قد تعرض اليمن إلى التشرذم والمنطقة برمتها إلى الفوضى والكارثة. ولا شك، بأن أنجع الوسائل للتغلب على مثل هذه الصعوبات والتحديات يتطلب من اليمنيين – بدرجة أساس – تغليب مصالح وطنهم العليا والتفكير بالمستقبل عوضاً عن اجترار سلبيات الماضي وانحصار رؤية بعض الأطراف السياسية على مصالحها الفئوية و المناطقية والحزبية، إذ تتطلب هذه المرحلة التركيز - في مخرجات الحوار – على أهمية الاصطفاف الوطني لقيام المشروع النهضوي الذي يرعى ويحافظ على مصالح مختلف وخصائص تكوينات المجتمعات المحلية وينأى بها عن مخاطر الانقسام والاحتراب. والحقيقة، فأنه وبدون هذه النوايا الصادقة ولتجاوز المأزق الراهن أمام هذه التسوية التاريخية، لا يمكن الحديث عن حلول سحرية ما لم تنبُع عن ذهنية خالصة للبحث عن إجابة للإشكالية.. وأعني بتلك النوايا أن يخلص المتحاورون في طرح رؤاهم ومشاريعهم المقترنة بتقديم تنازلات متبادلة لمصلحة اليمن.. وعندها يمكن القول: إن العقل قد انتصر على العاطفة.. وأن الحكمة ما تزال يمانية بامتياز ! رابط المقال على الفيس بوك