وبعد اشتداد بأس الانتفاضة عملت الطغمة العسقبلية على تهديد أمن شبكة الطرقات ثم أضحت هذه الشبكة داخل حقل إطلاق النار، وبعد 23 نوفمبر 2011م يوم انسحاب رأس الطغمة من كرسي رئاسة السلطة، نشطت الشبكة العسكرية والأمنية الأكثر تضرراً من الانسحاب من مرفق الرئاسة على زيادة وتيرة ضرب أمن شبكة الطرقات، وهي الآن، أمن شبكة الطرقات، تخضع لمخطط مدروس لإشاعة الرعب والفوضى ومحاصرة الناس في المناطق التي يقيمون فيها وحرمانهم من السفر عبر شبكة الطرقات البرية. وكانت شبكة الطرقات البرية والبحرية والجوية في زمن حكم الإمام أحمد والإدارة البريطانية مؤمنة تأميناً شبه كامل باستثناء، بحسب معلوماتي الطريق الممتدة من مفرق العند وحتى العقبة التي تلي منعطف ما بعد “عقان” حيث ظهرت تقطعات لسيارات السلع المتجهة إلى تعز عبر ميناء “الراهدة البري” والتقطعات للمسافرين القادمين من عدن نحو تعز في الستينيات من القرن الماضي بعد اشتداد المعارك بين جيش التحرير والقوات البريطانية والقوات الموالية لها من قوات الإمارات والسلطنات والمشيخات.ومن أهم الملاحظات عن شبكات الطرق في زمن الاحتلال البريطاني وزمن الحكم الإمامي هي أن الطرقات ما بعد “عدن” وطريق الحديدةصنعاء عبارة عن طرق شقتها الأيادي الريفية لإتاحة الفرصة الصعبة لمرور المركبات المحملة بالسلع والركاب والطرقات الطويلة المسفلتة والمعبدة كانت بفضل دولة الجنوب سابقاً وسلطتها التي ظهرت بعد 30 نوفمبر 1967م وهي التي تمكنت من ربط المدن الكبيرة بشبكة طرقات مسفلتة كطريق عدنحضرموت وحضرموت الغيظة وعدنعتقبيحانوعدن الضالع وعدنتعز وهلم جرا كما ساهمت المساعدات الدولية بتعبيد الطرق الهامة لمثلث الحديدةتعز، تعزصنعاء والخطوط الجديدة التي ساهم في تعبيدها وسفلتتها السكان الذين استفادوا من الطفرة البترو دولار في الدول المجاورة. وشكل أمن شبكة الطرقات هاجساً أساسياً في المنظومة الأمنية الشاملة لجعل انسياب حركة السير ممكنة بدون متاعب حيث شكل الرعب والسيف البتار للإمام صمام أمان لأمن الشبكة وبعد الزوال النسبي لحكم الإمام بدأت الطرقات تتأثر بالعمليات القتالية في المنطقة القبلية الجبلية أما الآن فإن هذه الشبكة البرية تتعرض للانهيار إذ ظهر ما تسمى “بالقطاع القبلي” و“العصابات المنظمة لقطع الطرق” وهي الموجهة من قوى تشعر بأن الزمن الحاضر والقادم يجمدها في مربع التاريخ القديم، وتعتقد هذه القوى بأن إحداث إرباك في أمن شبكة الطرقات يوفر لها مناخاً مؤكداً للاستمرار في استثمار الوظيفة العامة “المدنية والعسكرية” وبالتالي التكسب والثراء الطفيلي، وهناك عصابات صغيرة تستخدم العنف للحصول على الأموال من مستخدمي الطرقات. واصطادت العصابات المنتشرة في الطرق كثافة الاستخدام وذات الجدوى المالية، العديد من المغتربين على طريق حرضالحديدة وعلى طريق مأرب ، حضرموت وسلبت منهم ممتلكاتهم الشخصية وحصيلة اغترابهم على قلتها بعد ظهور بيوت الصرافة الكبيرة ذات الفروع المنتشرة في القرى الكبيرة.. وقضى العديد من المسافرين نحبهم بعد الاعتداء عليهم من العصابات التي ظهرت حديثاً وتعمل بصورة سافرة مثل عصابة “السحول” والتي أعدمت عقيد عبدالله فارع العزعزي وأسرته، وهذه العصابة ألحقت سمعة سيئة بالأمن العام وأمن محافظة إب إذ إنها تعمل بصورة شبه علنية وتحت مظلة اجتماعية معروفة وهي المسيطرة على المنطقة.وعصابات الطرق اعترضت ناقلات النفط والغاز وسرقت بعض محتوياتها وأحرقت بعضها إضافة إلى حرمان السكان من التموين المنتظم لهذه السلعة، ومازالت هذه الناقلات تفتقر للأمن وتتكبد خسائر مالية ومادية جراء هذه العصابات. ... يتبع .. رابط المقال على الفيس بوك