أصحاب الدراجات الناريّة رأيتهم يقطعون الطريق العام بأكثر من شارع من شوارع العاصمة صنعاء في ذروة حركة الشارع .. ويشعلون الإطارات ليتطاير دخانها في قلوب المارّة ويتسرّب من نوافذ البيوت ليشعل أو ليخمد آمال ما تبقّى من رغبتهم في حياةٍ كريمة .. ولا أستطيع أنا أو غيري أن نمنعهم فهم يتحدثون ويفعلون من منطق حاجتهم للعيش وما ينتظره منهم أطفالهم وأهاليهم في البيوت . والكثير من الضيوف الأجانب العاملين في العاصمة صنعاء خصوصاً يحزمون أمتعتهم ليغادروا باتجاه أوطانهم بعد أن فقدوا أحبتهم نتيجة العنف والجرائم اليومية في اليمن .. ولا نملك حق إيقافهم أو إقناعهم أنّ المستقبل سيكون أفضل . أما مجلس النواب اليمني فقد دخل موسوعة غينيس كأكثر برلمانات الدنيا إقامة فوق أنفاس شعبه دون أيّ عملٍ إيجابيّ يعود بالنفع للوطن ... أو على الأقل يستفيد البسطاء من المليارات المخصصة لأعضاء المجلس، كونهم لا يستحقونها فجلّهم إن لم يكن جميعهم ما بين تاجرٍ أو مسئول كبير أو شيخٍ متنفّذ .. وليس لنا سوى ملاحقة أخبار مخصصاتهم وفوائدهم التي لا تنتهي . والكثير الكثير من هذه الأخبار المفزعة والفواجع اليومية والموت البطيئ لغالبية الشعب .. بينما النخبة السياسية التي كنّا نعوّل عليها منشغلة بالمماحكات والتصفيات القذرة بينهم البين على حساب وطنٍ يدفع ثمن خيبتهم من كل ما يخطر على بال رصد المنظمات الموبوءة بالكثير من قيادات الدجل والضحك على الذقون .. ومالا يخطر على بال أحد. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك