العيب الذي يلاحق القوى السياسية هو أنها لا تحترم ذاكرة الشعب بل إن بعض القوى داخل تكتلات سياسية تعتبر نفسها كبيرة تحتقر ذاكرة الشعب تماماً ولا تؤمن بأن ذاكرة الشعب ترصد كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة ولذلك تمارس الزيف لتبرير عجزها في إضافة أي إنجاز جديد يُحسب فلم تجد غير ما أنجزه الآخرون الذي ملأت الدنيا صراخاً بتشويهه والنيل منه لتأتي اليوم وتقول بصوابية ذلك الإنجاز الذي أشبعته طعناً وسوءاً. إن تلك القوى لا تحترم عقل الإنسان وذاكرته الوطنية التي تدوّن الأقوال والأفعال وتعيد دراستها وتمحيصها عند كل حدث وتعمل على مقارنتها لتكتشف الغث من السمين ومن خلال ذلك تصل إلى إما حجب الثقة أو تجديدها ولم تدرك بعض القوى السياسية سبب عجزها وعدم قبول الشعب لها، بل وتصر على المغالطة والمكابرة وتعتقد أن وصولها من خلال الفوضى التدميرية سيجعلها مقبولة أمام الهيئة الناخبة وهذا الاعتقاد دليل قاطع على عدم احترام ذاكرة الشعب الذي يرفض كل من يحاول تزوير الحقائق ويجعل من الغاية تبرر الوسيلة . إن من يكرر الكذب مراراً لا يمكن أن يحقق القبول في أدنى درجاته التي أشرنا إليه في أكثر من موضوع والقوى السياسية أساءت إلى ذاكرة الشعب وأصرت على أن الغاية تبرر الوسيلة، تقدم يومياً دليلاً على ذلك الاتجاه الذي قادها إلى الفشل من خلال العودة إلى ما كان قبيحاً بالأمس لتجعل منه منزهاً وخالياً من كل عيب، لتقدم برهاناً جديداً على عدم احترامها للهيئة الناخبة والذاكرة الشعبية من أجل ذلك ينبغي إعادة النظر في جميع سلوكيات تلك القوى السياسية من أجل أن تكون شريكاً فاعلاً في إعادة إعمار اليمن واستكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة بعيداً عن الشعارات غير الواقعية والقبول بالشراكة الواسعة بإذن الله.