يوماً ما سينتهي بشار والبعث وستبقى سوريا، ستنتهي عصابات الطوائف المذهبية بشقّيها وستبقى سوريا، ستنتصر فقط أحلام السوريين الوطنيين المثلى التي لا تهدأ، أحلام الوطن السوري الحر والديمقراطي والمدني السوي والمتقدّم رغم كل شيء. كذلك سيقول التاريخ إن سوريا ضحية أحقاد الفُرس والتُرك والعُربان، كلهم أعداء سوريا وأعداء شعبها العظيم ولو اختلفوا في المسعى، كل ذلك الجحيم الإجرامي الذي فاق الخيال بمأساويته الرهيبة ضد الشعب السوري النبيل والمثخن، كل تلك الأهوال والقيامات اللا متصوّرة التي تكدّست في بلد نبيل ورقيق وفردوسي كسوريا، فضلاً عن كل صنوف الهمجيات البربرية التي قرّرت الفتك بتطلُّعات السوريين الباسلين من أجل حقوقهم وحرياتهم وتجانس هويتهم الوطنية، بينما استمر العالم كمعتوه أو ككائد يتعامل مع سوريا والإنسان السوري، أو بالحالتين معاً للأسف. تحضرني بشدّة الآن قصيدة «سوريا الخالدة» للشاعر السوري الاستثنائي الراحل رياض الصالح الحسين: «يا سورية الجميلة السعيدة كمدفأة في كانون يا سورية التعيسة كعظمة بين الأسنان يا سورية القاسية كمشرط في يد جرَّاح نحن أبناؤك الطيِّبون الذين أكلنا خبزك وزيتونك وسياطك أبدًا سنقودك إلى الينابيع أبدًا سنجفِّف دمك بأصابعنا الخضراء ودموعك بشفاهنا اليابسة أبدًا سنشقُّ أمامك الدروب ولن نتركك تضيعين يا سوريا كأغنية في صحراء». [email protected]