توقفت الجارة المحمّلة بالأولاد وبأعباء المعيشة ومشاكل الإيجار والمؤجر وسط السوق وفي وضح نهار رمضان وأنشدت مقاطع شعرية بسيطة.. أخرجي من دار إِلَى دار.. كلهن دار إيجار قد تعب قلبي وما جار.. أخرجي يا قمر في كل دار أخرجي يحرسك ربي بنار.. سائله ربك بدار أخرجي قد طفتِ حول المدار.. لا تفكري بالموت أو الانتحار اعمري داراً بدار.. اجعليه دار القرار وواصلت الجارة سيرها إِلَى عمق السوق.. تبحث عن نصف دجاجة وقليل من التمر لإفطار كتيبة من الأطفال والصبيان والكثير الكثير من الأمل بأن تعثر على بيت ولو من تلك البيوت التي تشبه المقابر لتستأجرها هي وأولادها وزوجها المفلس.. *** لا تأليف هنا ..لا زيف ..لا تلميع كلمات أو رص جمل بهدف القراءة والسلام...فقط ثمة حقيقة واحدة.. قالتها إنسانة بكلمات بسيطة ومؤثرة.. غابت عن الكثير من كتّاب هذا الزمن المنشغلين بالعنصرية والمناطقية والطبقية.. والانتماءات الأكثر من ضيقة..! كلمات بلغة صدرت من روحها المتعبة.. لم تصل إلى أرواح المسئولين والمعنيين بها وبقضيتها... وربما لن تصل لانهم مثل الكتبة منشغلين بقضايا جانبية وهامشية... لا ينشغل بها في العادة سوى من سكن الفلل والقصور..!!