1 - الشرف العظيم الذي امتازت به ليلة القدر كان مصدره نزول القرآن في هذه الليلة { إنا أنزلناه في ليلة القدر }. 2 - الروايات الواردة في فضلها وتحديد زمنها، والحاثة على زيادة التعبد فيها : تعطينا مفهوم شكر الله عز وجل على نعمة الإسلام بتشريعاته الفذة إنسانياً وحضارياً اجتماعياً. 3 - هناك مثل صيني يقول : ضعفاء العقول يناقشون الأشخاص، ومتوسطو العقول يناقشون الأشياء، والحكماء العقلاء يناقشون المبادئ. 4 - إذا أسقطنا هذه الحكمة الصينية على الواقع الإسلامي سنجد أن الفئات الثلاث الواردة في المثل الصيني هي حالة المجتمع الإسلامي. أ/فريق يبحث عن زمن تعيين ليلة القدر حتى بلغ أقوالهم (37) قولاً بعضها أنكر بقاء هذه الليلة. ب/ الفريق الثاني يناقش كيفية الليلة ..إنها لحظة ،تنشق فيها السماء فتضيء الأرض بأنوار خاطفة للأبصار، وقول آخر هي بغلة العرش تنزل محملة بخرج ذهب فمن لقيها وخطف له حفنة من الخرج لن يفقر أبداً، وغير ذلك من السخافات لدى العامة، غير أن الغريب أن قطاعاً واسعاً من الصوفية وبعض المحدثين يؤيدون العوام . ج / الفريق الثالث، يناقش المبدأ [ ليلة مباركة ] تنزل فيها الملائكة مع أمين الوحي جبريل، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وفيها دعوة مستجابة لمن قامها إيماناً واحتساباً لوجه الله – والإقامة ليست صلاة واعتكافاً وإن كان هذا فضلاً عظيماً، المهم أن الإقامة إحياء الليلة المباركة بالذكر والدعاء، وهذا الفريق هو العاقل. هذا الفريق الذي يعيش مع المبادئ غير أني مع أعجابي بهذا الفريق (نخبة متميزة ) للأسف لم أجد فيهم من تنبه لأمر يعد في غاية الأهمية نعم هناك نوادر قليلة تحدثوا ولكن ليس كما ينبغي فما هو هذا الأمر ؟ إنه: سبب الحرمان من ليلة القدر السبب المقصود هنا هو [ غياب ليلة القدر تحديداً ] أي زمنها ..هناك رواية نصت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان قد كشف له [ زمنها المحدد ] فجاء أناس إلى خارج منزل الرسول يتخاصمون وارتفعت أصواتهم – مشادّة و لجاجة في الخصومة ، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وقال كنت قد [ أُريت ] أي كشف لي ليلة القدر، فهممت بالخروج إليكم لأخبركم فعرض لي خصوم – متخاصمون – فأُنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان ...إلى غير ذلك من الروايات. الدرس المستفاد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لنا إن القلوب المشحونة بالعداء والحقد وعدم التسامح والتغافر سبب مباشر للحرمان دنيا وأخرى . الأمر الأهم – السبب الكامن وراء هذه الأحقاد السوداء هو الأنانية ، الحسد، الكبر، حب الذات، الأطماع ، المناصب، حب الدنيا – التنافس عليها بمنتهى الخساسة – مصالح شخصية، عصبية، ولاءات عشائرية سُلالية مذهبية ، قبلية، جهوية ، حزبية، ينظمها جامع واحد هو التعصب المقيت، وهنا لا نقول إن الحرمان ينحصر على ليلة القدر – التوبة والقبول فقط، بل ليلة القدر في الواقع الاجتماعي – تمزق النسيج الاجتماعي، تشتت، تناحر، ينتج تخلف وضياع وتبعية للغير.