من اللافت للنظر بأن مشكلة الدراجات النارية أخذت خلال الآونة الأخيرة بالانتشار والتوسع بشكل كبير على مستوى العديد من المدن اليمنية، ومنها مدينة تعز التي أضحت تعاني هذه المشكلة بصورة كبيرة خلافاً عن غيرها، ويأتي ذلك جراء غياب الضوابط القانونية لتنظيم عمل هذه الدراجات، مما أدى إلى ازياد أعدادها على نحو غير مسبوق على ما كان عليه الحال قبل سنوات مضت، فيما نجد أن هناك عديداً من العوامل كانت قد ساعدت على توسع هذه المشكلة أو لنقل الظاهرة وبشكل عشوائي وغير منظم، الأمر الذي أحدث انعكاسات سلبية على واقع الحياة والسكينة العامة للناس، رغم إدراكنا بأن عدداً من أصحاب الدراجات دفعت بهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية لأن يمارسوا مثل هذه المهنة، نتيجة لعدم حصولهم على وظائف حكومية أو خاصة؛ وذلك بهدف إعالة أنفسهم وأسرهم من العوز والتسول، ولكن المشكلة بأن أعداد هذه الدراجات أصبحت تتزايد يوماً عن آخر، وهذا ما سبب إشكالات كثيرة للمواطنين لاسيما داخل مدينة كتعز، حيث إنها مكتظة بالسكان، فضلاً عما تحتويه من شوارع ضيقة، وهذا ما زاد الطين بلة؛ حيث تلحظ بأن الدراجات أضحت ربما توازي عدد المركبات الموجودة داخل شوارع تعز. إنما أمر كهذا كان يفترض أن تنظم العملية من قبل الجهات المعنية بالمحافظة؛ حتى لا تقطع أرزاق الآخرين من أصحاب الدراجات النارية، وبنفس الوقت لا تسبب إزعاجاً للسكينة العامة سواءً أثناء النهار أو الليل، ولكن حدث العكس؛ حيث إن بعضاً من هؤلاء الأشخاص وبالذات عند استخدامهم للدراجات سرعان ما يقومون بنزع كاتم الصوت الخاص بالدراجة نفسها، وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع صوتها وبشكل لا يطاق، ما يسبب إزعاجاً للسكينة العامة، ناهيك عن الازدحام الذي تحدثه خلال تواجدها أو وقوفها داخل الشوارع أو الحارات وغيرها، وهذا أمر غير لائق، بينما ندرك بأن هناك قانوناً كان قد صدر سابقاً بمنع استقدام أو استيراد الدراجات النارية إلى اليمن، إنما هذا القانون لم يتم الالتزام به وذهب بعدئذ أدراج المكاتب ولم ينفذ أبداً، وهذا ما أتاح فرصة للشركات المستوردة بأن تستورد الكثير من الدراجات. يحدث ذلك أمام مسمع ومرأى من الحكومة رغم ما سببته هذه الظاهرة من تداعيات كبيرة على مستوى الوطن.. حيث تم من خلالها اغتيال العديد من الكوادر العسكرية والأمنية، في الفترة السابقة، ومع هذا لاتزال الأمور على حالها دون أن يوضع لها حد أو تنظم بشكل هوشلية.. وهذا هو حال الأوضاع داخل الوطن برمتها.. ولا ندري إلى أين ستقودنا أمور كهذه في نهاية المطاف?!.