الانتقاد الذي ينبغي توجيهه لابد أن يكون مذكّراً بالفعل الخاطئ الذي كان حينها محل استهجان السواد الأعظم من الشعب ومن ذلك التعبئة التدميرية التي تعرّض لها البسطاء من الناس وقادتهم إلى الغرور والفجور وأحدثت شرخاً عميقاً في الحياة الاجتماعية وشرعنت للفوضى والتدمير وتحدت مكارم الأخلاق وتجاوز المبادئ والقيم الروحية والانسانية, ولم يكتف بتلك التعبئة بل أصر الساعون إلى السلطة على تقديم موجة عارمة من الوعود الوهمية والخيالات التي لايصدّقها إلا من دفع بهم إلى ساحات الغرور. لقد حذّرنا حينها من مغبة الاستمرار في هذا الفعل الذي لا صلة له بمبادئنا الدينية والانسانية والوطنية وقلنا حينها في مختلف وسائل الإعلام الداخلي والخارجي إن هذه السلوكيات ستخلّف دماراً شاملاً في القيم الروحية والانسانية, كما أن ذلك الدمار سينعكس على صانعيه ولم يلق آذاناً صاغية وعقلاً سليماً ولا قلباً رحيماً, بل كان الغرور والعدوان هو المتحكّم في تلك الأفعال الهمجية، فعاثوا في الأرض فساداً وإفساداً ولم يكن لهم من هم غير رضا أعداء اليمن وأعداء الانسانية عن أفعالهم التي خلّفت كل الرذائل في المجتمع, ولأنهم طلبوا الرضا من الشيطان وتكبّروا وتجبّروا على الله فقد ضاقت بهم الأرض, لأن كيد الشيطان ضعيف ولأن مكر الله أعظم وأشد عقاباً, ولأنهم خرجوا على نعمة العيش والأمن والأمان فكان ما كان من الدمار خلال الفترة الماضية. إن ماحدث من اختلال للمبادئ والقيم الروحية والانسانية والوطنية خلال الفترة الماضية قد فاق التصوّر في كل مكان وكان من نتائجه الإرهاب المنظم واستباحة دماء الناس في كل مكان وكان من نتائجه التمرّد على الدولة والخروج على الحدود الشرعية والانفلات الذي يرافق الحياة اليومية وانهيار المبادئ والأخلاق, ولذلك فإننا اليوم في أمس الحاجة إلى إعادة ترميم جدار البيت اليمني وترميم مكارم الأخلاق من خلال الاعتماد على الأقوال الصادقة والأمينة والأفعال التي ترضي الله وتستمد قوتها من إرادته سبحانه وتعالى وتحقق الخير كله للإنسانية كافة والاعتراف المطلق بتلك الأخطاء الجسيمة والرجوع عن عقوق الوطن وتعمير التلاحم الوطني والانطلاق بالمصالحة الوطنية نحو آفاق المستقبل الذي تزول فيه البغضاء والشحناء وتسود فيه المودة والرحمة بإذن الله.