تتصاعد الآمال زرافاتٍ ووحدانا.. وتمضي فيالق المشاعر حيث يهفو القلب.. وتشرئبُّ الأعناق إلى مطمعِ الروح للغدِ الأجمل. نحن البشر الآتون من طين الله.. الماضون إلى ترابه.. الهائمون في ملكوته.. السائرون في طرقاته.. المنضوون تحت أقداره.. الناجون إن شاء.. الهالكون إن أراد. نحن العبيد لسيادته الكبرى تجلّى في علاه.. شعثنا لا يلملمه أحدٌ سواه.. ضعفنا لا قوة له إلا به.. خيرنا لا يأتي إلا منه.. فرحتنا لا تكتمل إلا برضاه.. مآلنا إليه رحمته طمعنا الأكبر .. عدله ورحمته وكرمه ديدن أرواحنا ونفوسنا الأمّارة بسوءٍ وخير. نحن لا شيء إن لم يرد لنا أن نكون.. لا شيء إن لم يمنحنا هداياه.. لا شيء إن لم نصحُ على فضله ونغفو على رعايته.. لا شيء إن لم يكن هوَ يقيننا وملاذنا الأول والأخير. نحن على شفير هاويةٍ إن لم ينقذنا.. مُعلّقون بشعرة حظٍّ إن لم يتلقّفنا.. مُهدّدون بكارثةٍ إن لم يُنجِنَا.. مكلومون بالمآسي إن لم يكلؤُنَا بعنايتهِ ورحمته.. مُصفّدونَ بحماقاتنا إن لم يُطلِقنَا صوب العقل.. إليه. [email protected]