في الوقت الذي تجري فيه المشاورات الوطنية من أجل اختيار رئيس الحكومة الجديد من الكفاءات الوطنية نجد بعض القوى تدفع عناصرها نحو الاستفزاز الذي يغضب الشعب وينفر حماة الشرعية الدستورية الذين كان لهم الفضل بعد الله في إرساء تقاليد الديمقراطية، الأمر الذي دفع بالناس إلى التدافع من أجل حماية تاريخ اليمن من عبثية الفوضى وهمجية الغرور الذي أحدث خوفاً جديداً على ثوابت الدين والوطن والإنسانية من تلك التصرفات الاستفزازية الرعناء. إن تلك التصرفات ليس لها من معنى إلا أنها تعبير صارخ عن عدم الالتزام بالعهود والمواثيق، وانتفاء الصدق وظهور الغدر والخيانة وهو سلوك كنا نحذّر منه القوى التي مارست ذلك من 2011م، ومن أجل ذلك نشدّد على أهمية الامتناع الكلي والنهائي عن تلك الممارسات لأنها قد خلقت ردود فعل في غاية الخطورة، وينبغي على العقلاء منع الفجور والانقلاب على العهود والمواثيق وأخذ العبرة مما حدث خلال الفترة الماضية، لأن الاستمرار في الغرور مهلكة. إن المرحلة الراهنة المتعلقة بتشكيل حكومة الكفاءات الوطنية تحتاج إلى هدوء النفس والبعد المطلق عن أي استفزازات، لأن التطاول على شرفاء الوطن الذين ضحّوا بالغالي والنفيس من أجل حقن دماء اليمنيين يرقى إلى قمة الفجور الذي سيثير السواد الأعظم من الشعب صاحب الإرادة الكلية التي اعتصمت بحبل الله المتين. إن التعقّل والتبصّر الذي ينبغي أن تظهره القوى السياسية سيكون المعيار الذي ينطلق منه المواطن اليمني لتقييم أداء تلك القوى خلال ما تبقّى من الفترة الانتقالية حتى الوصول إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية، الأمر الذي يمكّن المواطن من منح الثقة لمن يراه ينطلق من الشعب وإلى الشعب وهي فرصة ذهبية لجميع القوى السياسية لمد جسور الثقة مع الشعب وإعلان التصالح والتسامح والكفّ عن الأذى أياً كان، فهل تدرك كل القوى السياسية هذه الفرصة الذهبية التي يقدمها الشعب؟ أم أن الغرور والكبر سيكونان سبباً في حجب ثقة الشعب عن القوى التي لا تحترم الثوابت، ومن أجل ذلك كان الأمل مازال معقوداً على العقلاء من أجل إعادة بناء الدولة اليمنية القوية والقادرة والمقتدرة بالشراكة الوطنية الواسعة بإذن الله.