البحث عن الأفضل من سمات الإنسان والوقوف عند المهازل والنكبات من صفات أولئك الذين لا يصنعون إضافات جديدة في الحياة, والقبول بالتراجع إلى الخلف منهج حياة الضعفاء الذين لايمتلكون طموحاً وطنياً يمثّل الارادة الكلية، والساعون خلف الوهم لايقدرون على مغادرة الغواية ويظلون يبحثون عن شمّاعات يعلقون عليها عجزهم،لأنهم كذلك، فإن خطوتهم دائماً محسوبة وتحت مجهر الشعب الذي يدرك أن كافة أنواع الأعذار قد زالت والشعب ينتظر الأفضل والأحسن، وليدرك الجميع أن الشعب ينتظر إنجازات حقيقية يلمسها على أرض الواقع ولن يقبل بالمبرّرات الواهية فقد ملّها. في حوار حشرتني فيه الصدفة وجدت العجب الذي يبعث على الرثاء، حيث وجدت المتحاورين الذين يفيضون بالمديح والنفاق والتزلّف والخداع الذي لايقدّم نفعاً بقدر ما يقدّم صورة مزرية عن الانتهازية والنفعية، وقد أجبرني ذلك الحوار على الحديث وكنت حريصاً في طرحي معتمداً على المنهج الواقعي الذي ينبغي الانطلاق من خلاله لمعالجة الأوضاع وأفاجأ بصورة فوضوية لايهمها مصالح البلاد والعباد على الاطلاق والهمّ الذي يسطير عليهم هو كيفية سبك عبارات المديح والتزلف ووصل الأمر بهم إلى الامتداح بما ليس موجوداً، ولم يتحقق على الاطلاق ومن ذلك الحديث عن الانجازات الخرافية والعبقرية الفولاذية لدرجة تصل حد جنون العظمة. لقد شعرت بفاجعة لأنني لم أتوقع أن فاقد الشيء يصل إلى تلك الصورة المريعة للقبول بالمدح ،وقد خرجت بنتيجة وهي أن أمثال هؤلاء يدركون العجز ويحاولون البحث عن البطولات الوهمية والخرافية ليصنعوا لأنفسهم شيئاً من الخيال الذي لاتدركه العين المجردة. إن النجاح يبدأ بخطوة الاعتراف بواقع الحال وطلب العون والمساعدة من الأكثر خبرة وكفاءة، وليس الوقوف عند المدّاحين والبحث عن المتزلفين والانتهازيين الماهرين في الغواية والكيد واختلاق الأعذار الواهية, ومن أجل ذلك أنصح كل من تقع عليه عباراتي القاسية أن يدرك أن من يمدح بما ليس في الممدوح لايصدق القول ولايقدّم لك المفيد النافع, بل يجعل من الممدوح فريسة غوايته، فالحذر من المديح الفاجر, لأن بناء الوطن يحتاج إلى الشفافية والتركيز على المفيد النافع من أجل عزّة أهل اليمن وقوة بناء الدولة اليمنية القادرة والمقتدرة.. بإذن الله.