ما تحتاجه الرياضةاليمنية هو ما تحتاجه كل اليمن: إدارة رشيدة، ومسؤولون يمتلكون رؤيةً وخيال، ويستطيعون أن ينظروا إلى المستقبل بوضوح، وليس قيادات تطرق كل باب ووسيلة وحيلة من أجل الاطمئنان على مستقبلها ومستقبل الأولاد والأحفاد..!!. الاستقبال الشعبي الحافل للمنتخب الوطني لكرة القدم العائد السبت الماضي من الرياض بعد مشاركة مشرّفة في بطولة «خليجي 22» هو مما لا تحتاجه الرياضة في اليمن، لكن اللاعبين السياسيين يريدون اللعب على عواطف اللاعبين الرياضيين وإذابة كتل فسادهم الضخمة في حميمية اللقاء والكلمات العاطفية المتبادلة، وإعطائهم من الكلام الحلو أضعاف ما اقترفوه بحق الرياضة والرياضيين من إهمال في رعايتهم وفساد في مستحقاتهم ونهب لميزانية مشاريعهم الرياضية؛ حتى بات الشاب اليمني يتعوّذ من فكرة أن يصبح رياضياً. عشرات الشواهد تقول إن شباباً يمنيين سافروا وشاركوا في بطولات عالمية ورفعوا هامة اليمن عالياً، وكل ذلك على نفقاتهم الخاصة، وآخرين تعرّضوا لكسور وجروح أثناء تأدية واجبهم الرياضي أو أثناء التمارين اليومية وتم إهمالهم حتى تعفّنت جراحاتهم، والعشرات من الرياضيين ومن يمثّلون المنتخبات الوطنية في رياضات عديدة بلا وظائف تؤمّن مستقبلهم ومستقبل أطفالهم وأسرهم؛ بل بلا تأمين طبّي. إلى فترة قريبة كان أعضاء الاتحاد اليمني لكمال الأجسام يتظاهرون كل صباح أمام البرلمان يبحثون عن حقوقهم وواجبات الدولة تجاههم، كانوا يُبدون بتلك الأجسام الضخمة ويحتجّون بطريقة سلمية راقية، ويتحدّثون بلغة مهذّبة؛ حتى قال موظف في سكرتارية البرلمان: “أتمنّى لو أستطيع إقناعهم الدخول إلى القاعة والعصف بأولئك العجزة، الثاويين تحت قبة البرلمان منذ 12 سنة”..!!. شباب يدعون إلى الفخر والاعتزاز بهم يتحوّلون إلى شحّاذين في دهاليز وزارة الرياضة، فيما المشائخ يتوزّعون بين مسؤولين في الوزارة وقيادات في الاتحادات الرياضية ومقاولين لمناقصات المنشآت الرياضية. الرياضة في اليمن بحاجة ماسة إلى إدارة حكيمة ونزيهة، ولاتزال النفوس متطلّعة إلى ما سيفعله الوزير الشاب رأفت الأكحلي، فالجميع في هذه اللحظة يتطلّع إلى مستقبل كبير ومليء بالمفاجآت الإيجابية و«رأفت» نموذج رائع لتعليق أحلامنا عليه، أما المال فصندوق النشء والشباب لا تنقصه المليارات، ثم إننا شعب كريم معطاء، وإذا ما صدقت النوايا وبدأ العمل الجاد، ستتدفق أموال ومساعدات من في الداخل قبل المهاجرين والمغتربين. [email protected]