الموحدون السلميون الذين غدرت بهم طغمة مغرمة بالسلطة والتسلط لا تعترف لغيرها بالشراكة بل مغرمة بإخضاع الآخر بالقوة والإرهاب.. الموحدون السلميون ارتكز ديالوجهم على قاعدة العواطف والسلام لتجاوز ماض أليم اخترق ضميرهم “قيمهم الإيجابية” وكان الطريق أمامهم وعراً بسبب منسوب الضغينة القذرة المرتفع ضد كل من كان يعيش في الجنوب يرفض الخنوع لجبروتهم السلطوي الذي فرض على مناطق جنوبصنعاء وحصد الموحدون الشموليون كمكافأة لمشروع الوحدة الذي حملته أدبياتهم السياسية والفكرية وجسدوه في نضالهم المشترك ضد النظام الإمامي وضد الاحتلال البريطاني والمشروع المخيالي في المنضومة الذهنية اليمنية الذي يهدف للقضاء على الهيمنة الجهوية المنضوية على نفس طائفي مذهبي، حصدوا كومة هائلة من العدائيات والكراهية الثقافية والسياسية، إضافة إلى خسران كوكبة من الكوادر المؤهلة وتشريد آخرين خارج مواطنهم الأصلية والملاحقة والتنكيل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي بمن صمد في منطقته متسلحاً بالعصامية ورزق الكفاف. ب العسقبليون المتحالفون مع المال السياسي أو بمعنى أكثر دقة “الابتلاعيين”. هؤلاء أداروا الديالوج مع الموحدين السلميين الشموليين بعدة لغات ولهجات وبنوا استراتيجيتهم في التسعينيات على ضوء استراتيجية “ابتلاع”. في المنظومة الذهنية للأنظمة التي جثمت على مناطق جنوبصنعاء منذ القرن السابع عشر، مستفيدين من الاحتلال التركي الأول في نفس الزمن وهو الذي قدم لهم مسوغ إنشاء سلطتهم السياسية ومشروعية غزو واحتلال المناطق الزراعية والساحلية وورثهم حكام ما بعد 26 سبتمبر 1962م. واعتمد هذا التحالف على تكتيكات خداعية ناعمة علناً عبر مسار توزيع الأدوار بين المكونات ومسار الترويع عبر العمليات الإرهابية المنظمة والممولة من خزانة واحدة ومن قيادة موحدة في صنعاء سابقاً ودفع هؤلاء الابتلاعيون بالطرف الآخر إلى استشعار الأخطار واكتشاف أخطائهم الجسيمة في العمل السياسي خاصة حينما وافقوا بغير معرفة على إلغاء الشخصية الإقليمية والشخصية الدولية. وكان الابتلاعيون يرون في أراضي المحافظاتالجنوبية المملوكة للحكومة عبارة عن قطع أرض صالحة للمضاربة التجارية ولابد من تقاسمها وتحويلها إلى نقد محلي وأجنبي ويرون السكان عبارة عن “دودة زائدة” في الجسم لابد من استئصالها ورميها إلى هامش الطبيعة.. وبناء على هذه النظرية التي أسس لها القاضي عبدالرحمن الإرياني بداية السبعينيات من القرن الماضي بالاتفاق مع القائم بأعمال السفارة الأمريكيةبصنعاء وضعت كل الترتيبات السياسية الباطنية والمتسللة من بين مسار الوحدة التي فرضته حرب 1972م، وما جرى بعدئذ في التسعينيات عبّارة عن ترجمة في الميدان، ولأن هؤلاء الابتلاعيين لا يؤمنون بالوحدة ولا يعترفون بالآخرين فقد اتخذوا من الوحدة عبارة وجسراً لفرض مشروع الهيمنة والسلطة والتسلط وعلى أن تكون السلطة والثروة من حقهم المطلق ولا يجوز التنازل عنهما تحت أية ظروف جديدة ولو أدى ذلك إلى إبادة السكان جميعاً الذين لا يقبلون أو يقاومون هذا الحق وهو الحق التاريخي الذي حول الأرض ومن عليها ملكاً خاصاً بهم. وعوضاً عن التفاوض السياسي وفتح باب المحادثة عبر الإعلام أو آليات تستطيع ملامسة جروح سكان الجنوب وإقناعهم بجدوى السير قدماً لإصلاح مسار الوحدة، لجأ النظام السابق إلى : 1 سياسة اختراق قيادات الحزب الاشتراكي بإغراقهم بالأموال وقطع الأراضي وامتيازات أخرى. 2 فتح سوق للنخاسة في عدن وآخر في صنعاء لشراء العديد من القيادات الحزبية والحراك الجنوبي السلمي. 3 صناعة قيادات جديدة من الصفوف الثانوية ليتصدروا المشهد والحراك السلمي. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر