الخصوم السُذّج يخدمونك أكثر من أحبابك ، لمصداقية عدائهم ، وتفانيهم بإلحاق الضرر بك بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة .. وفي ذلك خير لك لو أتقنتَ اقتناص منفعتك . والحياة السياسية تقوم على هذه الفكرة بشكلٍ أو بآخر ، وينعم الكثير من عشاق العمل السياسي بمثل هذه المنافع نظراً لحماقة خصومهم ، وغباء حيلتهم ، وتردّي شعاراتهم التي لم تعد تجدي خيراً ولا تقوم على مصلحة تقيهم مصارع الهاوية . والتنافس السياسي مطلوب ومحمود ، لو كان لمصلحة المجتمع .. أما أن يظلّ البعض أسارى لحماقاتٍ سابقة ، يلتحفون عري ماضيهم ، ويلهثون باتجاه المستقبل على جثث الضحايا الذين أساءوا التقدير والتدبير ، ثم هاهم يكررون ذات الخطأ بتراكم أوجاعهم التي استفاد منها سارقو قوتْهم ،وناهبو ثرواتهم منذ عقود . لهذا يجب على من يعمل في الحقل السياسي أن يتجاوز عن ردة الفعل الأهوج ، ويقتنص فرصته من خلال غباء من يشاطره خصومة الفعل البائس ، وحشرجات الميدان المكتظّ بالنزوات الرديئة ، والخصومات الراكدة في بحيرة دهاقنة السياسة. [email protected]