من الحقائق الثابتة ان المواطن البسيط بفكره ووضعه المعيشي الذي ارغمه على الابتعاد قدر المستطاع عن تحمل اعباء هموم الوضع الوطني لا يتلمس واقع ان دولته التي تهتم بشؤون حياته ورعاية مصالحه قد دخلت في غيبوبة لفترة سنوات ربما يعجز عن حسبتها وتحديد توقيتها الاصلي إلا من خلال عدة نقاط هي ضمن قائمة اولويات حياته المعيشية مثل الأزمات المتتالية في كل متطلبات الحياة , وخصوصاً عندما يطول انتظاره لرجل ال«كهرباء» طبعاً ليس للاصلاح, ولا لاستلام الفاتورة الشهرية بل لقطع التيار نتيجة عدم التسديد حتى لو كان هذا سيؤرقه لكنه يريد ان يشعر بشيء يقول له إ ن لك “دولة” .. اذاما عاد المواطن الى الخلف ليتتبع الخطوات التي جعلته وسط هذا العراء ! بالتأكيد لن يتمكن من ذلك لأن العودة ستعني الكثير من الالم ولن تظهر امامه سوى صور الخراب والدمار , والحروب , وتسللات إرهابية أرقت مضجعه , وشوشت فكره حول عدة جوانب ابرزها حقيقة الانتماءات العقائدية الدينية , وباتت شعوره مضطربة جداً حول استخدامات هذا الجانب فيما يتناقض تماماً مع مخزونه الاسلامي ..اليوم جميع طبقات هذا المجتمع تتساءل بخصوص ما يدور هناك في قمة هرم الدولة ! الشيء الجميل انك تلامس تفاؤلات الأمل بالخير هي عنوان ملامح ابناء هذا الشعب برغم تجرعه لكميات من المرارة , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى بساطته ورغبته في عيش حياة آمنه ورغدة , وسيكون من الصعب انجراره خلف تيارات المزيد من الفوضى والخراب .. فبعد أن كانت البلاد على شبه انزلاق في هاوية المجهول هاهو بصيص نور أمل الاتفاق والتوافق يعود مجدداً , وهو الشيء الذي لابد وأن يلاقي منا كل تفاؤل بالخير مبتعدين عن تشاؤمات السوء التي ترتفع معها قياسات الأرق . فمن يدري ربما نكون هذه المرة متوجهين نحو الخطوط السليمة من حياتنا , وقد نأسف بنجاحها على كل المراحل الزمنية من عمرنا قضيناها في دوامة صراعات لم تتمكن نتائجها من تلبية ما نرمي إليه .. خصوصاً وأن المجال مفتوح من جميع جوانبه , وهذا من اهم ايجابيات الشعب اليمني انه وبصورة معتادة يترك الفرصة امام كل مغامر في المسار الوطني دون اعتراض منه او “تنقح” ليتميز بهدوئه الدال على وعيه الوطني عن كثير من شعوب العالم ..شعب مدجج بالسلاح , وهو ما يجعل الشكوك العالمية حوله تتنبأ بلحظة انهياره لكنه رغم ذلك يعشق السلام , ويتفاءل بالخير دائماً لأنه يدرك أنه قريب . عندما نتفاءل بالخير فإن الكثير من متسببات العناء في حياتنا ستزول . فالخير سواء فعله او الإحساس به لا ينبع إلا من حب , ولا توحي نتائجه إلا فعل السلام ..اتخيل نفسي وانا اعيش في مجتمع غير مجتمعنا اليمني! قد الاحظ شكليات سلام لكنها دائماً ماتزول عند لحظة – هيجان الغضب- اكان فردياً او جماعياً . نحن هنا نختلف تماماً ففي تلك المرحلة اعتدنا العودة الى جادة الصواب لا لشيء ولكن لأنناء وعلى الدوام متفائلون بالخير... [email protected]