كلما راهن البعض على الزوالِ ، فَقِهَ الكلّ حقيقة وعظمَة البقاء ، لأن الوجود ينتصر للحياة أكثر من أن تجرفه أطلال العابرين ، وتمحو آثاره الفواجع . وكلما أدرك البغي عنفوان الحق وأنفَة الإرادة ، تهاوت عروش الهيلمان المزيّف ، وغاب الحضور الكئيب ، وتسامت لغة التسامح ، وتكاثر الأمل كأنه زاد المنتفعين بحياتهم ، وحنين الضحايا المتّقدين بجذوة الانتظار للفرح الكبير . لهذا لا يحق للباطل أن ينتصف طريق الموقنين بالحرية والانتصار للإنسانية ، ولا ينبغي على كل ذي عقلٍ أن يصمت في زمنٍ يتطلّب البقاء فيه إلى كلمة حقٍّ قد تكون مُرّةً ، وقد لا تُحدث أثراً إيجابياً ، لكنها إسقاط واجب في أولها ، وانتصار للحياة في ثانيها وآخرها دون إرغام البقية إلى الالتزام بما نؤمن به . وما أجمل ما قاله تعالى في كتابه الكريم « وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين » .. لهذا « ليس عليك هداهم » ،« أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون » ! ، « ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين » ! .. صدق الله العظيم . [email protected]