المؤسف أن بعض الأقلام دأبت على الطرح المستفز القائم على التنشئة العدوانية لدى من تنتمي إليهم من القوى السياسية المتطرفة فكرياً, وكان من المفترض أن حملة الأقلام أكثر وعياً ممن تم السيطرة على عقولهم الذين تحولوا إلى مجرد مرددين لما يملى عليهم ممن حشوا عقولهم بالأوهام وحولوهم إلى مجرد مسيرين غير قادرين على تشغيل عقولهم, ولكن يبدو أن بعض تلك الأقلام مصابة بمرض الحقد والحسد، فكلما سنحت فرصة لبث السموم والتشكيك في مقدرة اليمنيين على تجاوز الأزمات نجد تلك الأقلام أول من ينادي بذلك التشكيك من أجل البحث عن التدخل الخارجي, ويصل بالبعض منهم إلى المطالبة بنقل الحوار خارج الأرض اليمنية وكأن اليمن الكبير لايتسع لأبنائه المتحاورين. إن الرشد السياسي الذي ينبغي أن تصل إليه القوى السياسية المتصارعة على السلطة ينبغي أن يعتمد على الولاء الوطني المقدس الذي لاينسجم بأي حال من الأحوال مع التبعية الخارجية أياً كان شكلها أو نوعها, ومن أجل الوصول إلى هذا المستوى من الرشد السياسي فإن تلك القوى مطالبة بإعادة النظر في كل أدوات التنشئة ومناهجها لكي تمنع التطرف والانحراف في الفكر والسلوك الذي أحدث ضرراً بالغاً في مبدأ الولاء الوطني لدى العناصر التي استطاعت تلك القوى أن تقودهم إلى دهاليزها المظلمة وتحكم السيطرة على عقولهم. إن وحدة الولاء الوطني المقدس من أعظم أدوات الدولة لتحقيق التلاحم الوطني وبث روح التفاني في خدمة الوطن والتصدي لكل مايلحق الضرر بقدسية السيادة الوطنية داخلياً وخارجياً, ومن يتوهم من القوى السياسية المصابة بجنون السلطة أنها قادرة على إدارة شئون البلاد في ظل انحراف منهج التفكير والتنشئة فإنها دون شك كمن يحرث في البحر وهي تمضي في رهان خاسر, لأن الشعب اليمني قد برهن للعالم عبر مراحل التاريخ السياسي الطويل وقدم النموذج في التمسك بمبدأ الولاء الوطني المقدس باعتباره الدرع الذي لايقبل الاختراق. إن القوى السياسية في ساحة الفعل الوطني مطالبة اليوم بضرورة إعادة النظر في منهج التنشئة من أجل الاعتماد على مبدأ الولاء الوطني الجامع الذي تنصهر فيه كل الولاءات وتذوب فيه كل المكونات ولن يتحقق النجاح إلا لمن يجسد مبدأ الولاء الوطني قولاً وعملاً بإذن الله.