الحرص على تحقيق المصالح المشتركة مع اليمن لا يأتي من خلال تغذية الصراعات والدفع باتجاه عدم استقرار اليمن، وإنما يأتي من خلال الحرص على وحدة وأمن واستقرار وتنمية اليمن, لأن الدفع باتجاه الحفاظ على الوحدة اليمنية هو الضمانة الحقيقية للمصالح المشتركة, وعلى الذين بأيديهم الثروة أن يدفعوا اليمن نحو التنمية وإنشاء القلاع الاقتصادية التي تحقق المنافع المشتركة, ولا يجوز بأي حال من الأحوال الوقوف حجر عثرة أمام عجلة التنمية في اليمن ووضع العثرات والبحث عن إحياء الصراعات واستعداء اليمن, لأن كل تلك الأعمال تولّد الحقد والكراهية وتدفع بقوة باتجاه العداوة التي تُسهم بفجور في تمزيق وحدة الوطن العربي الكبير. إن تغذية الصراعات في اليمن وإيهام الشعب العربي بأن الصراع في اليمن صراع مذهبي لن يخدم أحداً من أبناء الوطن العربي الكبير، ولا يخدم هذا الأسلوب سوى القوى الصهيونية التي لا تريد أن تقوم للعرب قائمة, ويكفي تفريطاً في مكونات الوطن العربي، فقد تم التفريط في العراق الذي كان القلعة الكبرى لحماية الوطن العربي الكبير من جهة الشرق، ثم بسوريا وليبيا, وبقيت البوابة الجنوبية للوطن العربي إن فرّطتم فيها فقد فرّطتم بالوطن العربي بكامله، وألحقتم بأنفسكم العار إلى يوم الدين. إن على الأشقاء قبل الأصدقاء أن يدركوا أن الوحدة اليمنية عامل أمن واستقرار في المنطقة العربية، وأن الحفاظ عليها بات من متطلبات الحفاظ على أمنهم القومي, ولذلك ينبغي عدم التفريط في هذا الجانب والاتجاه صوب مساعدة اليمن في حل مشكلات التنمية، وتبنّي إنشاء المشاريع العملاقة التي تعود بالفائدة على الجميع، والاتجاه نحو الاستثمار التجاري والصناعي بدلاً من استثمار المشكلات السياسية لإحداث الصراع الدائم في اليمن الذي سيؤدي إلى إتلاف المنطقة العربية والعالم بأسره. إن انسان اليمن يرغب في البناء والإعمار والتنمية ولا ينوي العدوان على أحد بقدر ما يحمل في فكره الاستراتيجي القومي المشروع النهضوي العربي الذي يوحّد القدرات والامكانات العربية من أجل إيجاد القوة العربية الواحدة التي تحمي كل المكونات العربية، وتحقق السلام مع العالم بأسره بدون هيمنة أو تسلّط أو إذلال لأحد من الجنس البشري, ولذلك ينبغي أن تكون الأقوال والأعمال في اتجاه الحفاظ على الوحدة اليمنية، وأن تكون النوايا الصادقة تؤمن بحق الأخوّة والجوار, ولا يجوز الانجرار خلف من يسعى لإرضاء أعداء الأمة العربية ويحقق مشاريع التشظّي والتقسيم الذي يولّد العداوة ويستعدي الشعب اليمني. إن النية الصادقة في الحفاظ على الوحدة اليمنية وعدم المساس بوحدة الأرض والانسان والدولة اليمنية الواحدة هو الضامن الوحيد للمصالح المشتركة، وهو عنوان الأخوّة والجوار , وهو الدليل على وحدة الآمال والتطلّعات ووحدة القدر والمصير العربي الواحد والبيان العملي الذي ينبغي أن يقدّم على طريق الوحدة العربية الشاملة بإذن الله.