وجه محافظ حجة فريد أحمد مجور خلال زيارته التفقدية اليوم لقلعة القاهرة التاريخية التي تعرضت أجزاء منها للإنهيار نتيجة تساقط الأمطار الغزيرة الأسبوع الجاري الجهات المعنية بالمحافظة بسرعة وضع المعالجات الآنية للمباني والأسوار الآيلة للسقوط، ومتابعة مشاريع المرحلة الأولى المعتمدة ضمن موازنة السلطة المركزية للعام الجاري 2009م من مشروع تأهيل القلعة البالغ كلفته التقديرية 530 مليون ريال. ووجه بتنفيذ جزء من المرحلة الأولى لمشروع إعادة تأهيل القلعة، بكلفة 50 مليون ريال بتمويل حكومي وسرعة الانتقال إلى المواقع وشيكة الانهيار،والتركيز على انجاز مشاريع الحماية الخارجية للأسوار. كما دعا مجور وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والجهات ذات العلاقة الى سرعة إنقاذ ما تبقى من المعالم الأثرية والتاريخية لقلعة القاهرة التاريخية بمدينة حجة وحماية مبانيها من الاندثار. إلى ذلك كشفت أعمال الدراسة والتوثيق الشامل الجاري تنفيذها حاليا في قلعة القاهرة عن مبان ومرافق وأنفاق وسراديب ومنافذ سرية مرتبطة بالقلعة التي يعود تأسيسها للقرن الخامس الهجري. وقال مدير عام الآثار بالمحافظة محمد عبده عثمان الحكيمي في تصريح سابق لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) " أن برنامج الدراسة والتوثيق الشامل للقلعة الذي بدأ خبراء ومهندسون ومختصون في مجال الآثار بتنفيذه في مايو من العام الماضي كشف كذلك عن " جروف صخرية وطرق وأنظمة محكمة ودقيقة لتصريف مياه الأمطار وحماية جدران وأساسات القلعة والصخور القائمة عليها من تأثيرات المياه". ويصف مسؤولو الآثار تلك الاكتشافات الأثرية بأنها في غاية الروعة والجمال والأهمية من الناحية الفنية والأثرية والمعمارية. وتوقعوا إن يتم الكشف عن معالم أثرية اخرى في القلعة في حال رفع الأنقاض والمخلفات والأتربة وإزالة الأشجار التي تغطي ساحة القلعة. وبرز دور قلعة القاهرة في كثير من الاحداث والوقائع في تاريخ اليمن القديم والمعاصر وارتبطت ارتباطا وثيقا بمسيرة نضال الشعب اليمني وكفاحه من اجل الحرية ومقاومة الظلم والاستبداد منذ الارهاصات الاولى للثورة اليمنية مطلع الاربعينيات من القرن الماضي. وعرفت القلعة منذ انشائها(بحصن الظهرين)حتى العام 1023 للهجرة عندما سيطر عليه الأتراك واعادوا تجديده وزادوا في تحصيناته ليعرف فيما بعد "بقلعة القاهرة".. لتعد تحفة رائعة واثر جمالي نادر ونموذج فريد ومتميز لفن العمارة الحربية اليمنية الأصيلة. وتتكون القلعة من سور ضخم دائري الشكل يتراوح ارتفاعه بين 7 - 10 أمتار ً، وجدرانه سميكة مشيدة بأحجار صلبة مهندمة ومصقولة تسنده أبراج دفاعية مستديرة الشكل بارزة إلى الخارج ومرتفعة عن جدار السور . وتتخلل جدار السور فتحات صغيرة للمراقبة ومنافذ للرماية ومتاريس للدفاع وفي جدار السور الامامي للقلعة مدخل معقود عليه باب خشبي سميك تتوسطه فتحة صغيرة تؤدي إلى ساحة واسعة ومكشوفة تفتح عليها مداخل الغرف والمخازن وأبراج المراقبة والحراسة الملاصقة لجدار السور من الداخل.. وإضافة إلى مبنى الدار(القصر) الذي يحتل جزءاً من الساحة،ويتكون من عدة طوابق وله مدخل يفتح في واجهته الأمامية ويؤدي إلى ممر ضيق تقع عليه حجرات ومخازن الطابق الأرضي وينتهي إلى سلم درجي للصعود إلى بقية الطوابق وسقفه. ويقع الى جوار الدار مسجد وعدد من المباني ومدافن الحبوب وبرك الماء المحفورة تتسع لخزن كميات كبيرة من مياه الأمطار. وتتبع القلعة عدد من الأبنية والمرافق العامة المجاورة للسور من الخارج في الجهتين الشمالية والشرقية محاطة بسور آخر مازالت آثاره واضحة وجزء منه قائم.