في ظل تناقض التصريحات الفلسطينية حول المشاورات بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ، كشف نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ل البوابة عن أبرز أسباب تأخر إعلان الحكومة منوها في الوقت ذاته أن الإعلان عنها سيكون قبل نهاية تشرين الحالي كما وعد الرئيس عباس. وقال د- ناصر الدين الشاعر إن أبرز العراقيل التي تسهم في تأخير إعلان الحكومة، هو الخلاف على توزيع الوزارات السيادية الأربعة، وهي (الداخلية والخارجية والمالية والإعلام) بين حركتي حماس وفتح. وأوضح المسؤول الفلسطيني في هذا السياق أن ما يجري من خلافات في بعض المواقف تجاه توزيع هذه الحقائب هو أمر طبيعي، خاصة أن قضية توزيع الحقائب لا تنجز في جلسة وواحدة، وفي العادة يعود كل فريق لقيادته في كل صغيرة وكبيرة. وفي الوقت الذي نفى الشاعر فيه أن تكون المشاورات قد توقفت حتى يوم الاثنين، أشار إلى أن الأطراف الفلسطينية تناقش في هذه المرحلة مسألة توزيع الحقائب، وهي مرحلة طبيعية. مؤكدا أن لا يمكن الخروج للملأ لإعلان الاتفاق وبعد ذلك تعريض المواطن لصدمة خلافات جديدة. وهو أمر لا يمكن السماح بالوصول إليه، مضيفا:" من المفترض أن ننتهي من كافة التفاصيل قبل الخروج بأي إعلان". وحول الأحاديث عن انهيار المشاورات أكد الشاعر أنه في حال لم ينجح المتشاورون في الخروج باتفاق في جلسة واحدة، فهذا لا يعني انهيار العملية برمتها. وفي هذه الأثناء أكد الشاعر أن الوزارات السيادية فقط هي التي تحتل مساحة الخلاف بين الفصائل، إذ أن باقي الحقائب الوزارية لا تشكل نقاط خلاف بين أي من الأطراف. وجدد الشاعر تأكيده على أن شخصية رئيس الوزراء الفلسطيني القادم تم التوافق عليها منذ الجولات الأولى، وانتهى النقاش فيها، مفضلا عدم التصريح بالاسم المرشح. وفي الوقت الذي نقلت فيه وسائل الإعلام الفلسطينية تصريحات عن مصادر مقربة من الرئيس عباس تفيد أن محادثات تشكيل الحكومة لم تتقدم خطوة واحدة منذ 4 أيام، نفى الشاعر ذلك بشدة، وأكد أن الأحد والاثنين شهدا اجتماعات مكثفة بين الأطراف المختلفة. وبالأمس عقد اجتماعات بين الرئيس عباس ورئيس الوزراء، وحصل توافقات حول عدة أمور. وأوضح الشاعر إن سفر الرئيس محمود عباس الي المملكة العربية السعودية لا يعني توقف المباحثات لتشكيل الحكومة، وإنما يأتي من أجل إنجاز مهمة وطنية لمدة 20 ساعة، ولإجراء ترتيبات سياسية ومالية في سبيل رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، يعود بعدها لاستكمال المشاورات. من ناحية أخرى أوضح الشاعر أن من أهم الأسباب التي تعرقل الانتهاء من تشكيل حكومة الوحدة " وجود بعض الشخصيات على الصعيد المحلي التي تنتظر وتعمل على أن لا يتم حصول اتفاق فلسطيني داخلي"، وأوضح الشاعر أن هؤلاء أشخاصا لهم مصالحهم الفردية ربما، وليسوا أطرافا، لأن جميع الأطراف الفلسطينية متفقة على ضرورة الخروج بتوافق سريع. وعبر الشاعر عن تفاؤله حول إعلان تشكيلة الحكومة قبل نهاية الشهر، كما أعلن الرئيس عباس في خطابه الأخير خلال مهرجان إحياء الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات. في هذه الأثناء كشف الشاعر عن ملابسات تمسك حركة حماس بالسيطرة على الوزارات السيادية. وأوضح أن حماس أعلنت تنازلها عن 15 حقيبة في الوزارة من أصل 25 بما فيها رئاسة الوزراء، على الرغم أنها تملك الأغلبية في التشريعي. وتخلت كذلك عن منصب رئيس الوزراء لصالح شخصية مستقلة، وعن ترشيح قياداتها من الصف الأول واختارت ترشيح قيادات من الصف الثاني، وبالمقابل تريد شراكة حقيقية، في الحكومة ومنظمة التحرير وفي مناصب المحافظين، وكذلك في الوزارات السيادية أيضا. من ناحية أخرى كشف الشاعر أن الأطراف الفلسطينية توافقت على أن تعقد صفقة تبادل الأسرى بالتزامن مع تشكيل الحكومة. بالرغم من ذلك قال الشاعر أن هذه الصفقة قد تحتاج إلى وقت أطول من المباحثات والمفاوضات، الأمر الذي لا يمكن تعليق إعلان الحكومة من أجله.