قال النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير ميارديت :إن حركته لن تعود مجدداً إلى القتال. وشدد في خطاب له أمام أول مؤتمر لحركته يعقد في الخرطوم على إيمانه وحرص حركته على ما سماها الوحدة الطوعية للسودان واعتبرها خياراًاستراتيجياً.وأكد سلفاكير أن حكومة الجنوب لا تمثل دولة منفصلة كما يروج لها وإنما هي حق مكفول بنص اتفاقية السلام لترتيب أوضاعها في الفترة الانتقالية وإعادة التنمية والإعمار. وأشار إلى أن المعركة المقبلة تتمثل في صناديق الاقتراع وليس الرصاص، على حد تعبيره.وفي السياق قال النائب الأول للرئيس السوداني :إن تيار "الوحدويين" في الحركة الشعبية ، وهو من ضمنهم، انتصر منذ أيام زعيم الحركة السابق الراحل جون قرنق على تيار "الانفصاليين.ولاقت تصريحات سلفاكير ترحيباً من القوى السياسية التي حضرت المؤتمر. فقد رحب زعيم المؤتمر الشعبي المعارض الشيخ حسن الترابي بتحول الحركة من قوة مسلحة إلى قوة سياسية. كما أشار زعيم حركة تحرير السودان في دارفور ميني ميناوي إلى أن خيار الانفصال غير مطروح.أما ممثل حزب المؤتمر الوطني الحاكم في المؤتمر نافع علي نافع فاعتبر تصريحات سلفاكير خطوة نحو البناء الديمقراطي للمؤسسات.ويرى محللون ومراقبون أن عقد الحركة الشعبية أول مؤتمر لها في الخرطوم هو محاولة من الحركة لإثبات وجودها على الساحة بعد الاتهامات المتبادلة مع شريكها في الحكم المؤتمر الوطني بالتأخر في تنفيذ اتفاقية نيفاشا للسلام في الجنوب الموقعة في يناير/كانون الثاني 2005م.وكان المؤتمر الوطني شريك الحركة بالحكم قد عزا المشاكل التي تواجه تنفيذ الاتفاقية إلى أن حكومة الجنوب أصبحت دولة ذات سيادة.وتتركز الخلافات حول حسم النقاط الثلاث المتعلقة بوضع منطقة أبيي الغنية بالنفط وترسيم الحدود الإدارية بين الشمال والجنوب وتقاسم الموارد النفطية بينهما.كما تصاعد التوتر بين شريكي الحكم إثر اشتباكات في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل بين الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية، ما أسفر عن مقتل وجرح المئات.