تواصلت بالعاصمة الإسبانية جلسات محاكمة 29 متهما بالتورط في هجمات مدريد في مارس 2004 التي قتل فيها زهاء 191 شخصا. ووجهت الاتهامات لعشرين عربيا وتسعة إسبان، وتشمل القتل الإرهابي وسرقة متفجرات من مناجم شمال إسبانيا لبيعها لمهاجمين مقابل مخدرات.المغربي يوسف بلحاج (30 عاما) الذي يشتبه في أنه من مدبري الهجمات أدان العنف نافيا أي صلة له بما يسمى الإرهاب، كما رفض الرد على أسئلة المدعية العامة أولغا سانشيز.لكنه أكد ردا على أسئلة الدفاع أن اثنين من أقاربه يحاكمان بتهم أقل درجة اعترفا عليه بأنه عضو بتنظيم القاعدة خوفا على بقية أفراد العائلة الذين احتجزتهم الشرطة للاستجواب، مؤكدا تعرضهما للإهانة وتهديدات بإعادتهما للمغرب.وسألت المدعية المتهم المغربي عما إذا كان هو الذي حدد توقيت الهجمات، وعن تقليه تدريبات في معسكرات بأفغانستان أو تدريبات عن تفجير العبوات الناسفة عن بعد. وتعتقد السلطات الإسبانية أن بلحاج هو (أبو دجانة) المتحدث باسم القاعدة في أوروبا، والذي ظهر بشريط فيديو عثر عليه بمسجد في مدريد بعد يومين من الهجمات يعلن فيه مسؤولية القاعدة عنها. وعدا هذا الشريط لم تقدم جهات التحقيق أي أدلة أخرى على تورط القاعدة بشكل مباشر، واقتصرت عرائض الاتهام على أن المشتبه فيهم تأثروا بفكر بن لادن لكن لم يثبت أنه أو أحد المقربين منه كان على علم بالهجمات أو قام بتمويلها.كما نفى المغربي جمال زوكام (34 عاما) الذي يتهم بأنه أحد واضعي القنابل أن يكون قد ركب أحد القطارات المستهدفة. وقال باللغة الإسبانية ردا على المدعية العامة، عن تعرف أربعة شهود عليه، إن ذلك "مستحيل" لأنه لم يكن في القطار.ومن أبرز المتهمين بالقضية المصري الجنسية ربيع عثمان سيد أحمد المعروف باسم (محمد المصري) الذي يعتقد أنه أحد المدبرين للهجمات التي استهدفت أربعة قطارات للركاب.وأدان أحمد في بداية المحاكمة أمس الخميس الهجمات "إدانة تامة وكاملة" مؤكدا عبر مترجمه أن هذا هو اعتقاده الواضح المطلق.وقال أحمد "الحمد لله أنا مسلم لكني أمارس ديني بطريقة طبيعية وليست متطرفة". واتهم الادعاء الإسباني المصري بتحريض أفراد على تنفيذ التفجيرات، وطلب الحكم عليه بالسجن لأكثر من 38 ألف عام. مع العلم أن أقصى مدة عقوبة في إسبانيا هي 40 عاما.وقد رفض المتهم المصري الرد على أسئلة فريق الادعاء الذي رجح أنه أحد أربعة رجال استجابوا لدعوة زعيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2003 لمهاجمة الدول التي أيدت الغزو الأميركي للعراق.وقد طعن أحمد في حكم أصدرته محكمة إيطالية العام الماضي يدينه بالانتماء لما وصف بمنظمة إرهابيةوتجري المحاكمة وسط إجراءات أمنية مشددة، بحضور مكثف من وسائل الإعلام ومراقبين أجانب محامين، إضافة لعائلات الضحايا ومحاميهم.