د. عمر عبد العزيز : تأسس علم الكمبيوتر المعاصر على سابقه علم السيبرنيتيكا وهو العلم الذي يسمى أيضاً «علم المعالجة الالكترونية للمعطيات .. محركات البحث ما كان لها ان تقوم بهذا العمل لولا البرامج اللغوية التي استفدت واستسبرت أسرار الكلام فوجدت ان اللغة اشمل من قاموس المفردات وسياق العبارات ومألوف المعاني وما يتم درسه وترداده رسماً عن رسم فاللغة بحر من مداد لاينفد والكلمات غيض من فيض لاتدرك قال تعالى «قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي» وفي اساطير الاولين افتراض بأن اللغة جاءت من السماء وان الكلام تنزل رباني حوّل الإنسان من كائن يشير للاشياء بالبنان إلى إنسان ناطق قال تعالى «وعلم آدم الأسماء كلها» وفي هذه لطيفة من لطائف التعليم الالهي الذي يرينا ان اللغة نابعة من علياء الكون وجواهر الوجود وهي بهذا المعنى ليست كلاماً مرسلاً نقوله بل انها ترجمان شامل للغة فوق اللغات ولتعبير يتجاوز التعبيرات ولحالة كليانية تسمو على الجزئيات. علماء الألسنيات توقفوا امام اسئلة كثيرة تتعلق بماهية الكلام فعقدوا مقارنة بين النص و صاحبه من جهة وبين المرئي والمسموع من جهة أخرى فإذا هم أمام متوالية من ثنائيات لا تنقطع الظاهر والباطن المستتر والمكشوف، المرسوم والمضمر ، المرقوم والمتواري، المرئي واللامرئي، الامتلاء والفراغ الانا الكتابة والكتابة.. إلخ، إلخ.. وقد استجلى الشيخ محيي الدين بن عربي هذه الثنائيات في معرض بحثه وكيونته من الوجود الكلي فهو في ظاهره ينتمي لأعيان الممكنات وفي باطنه يتجلى في عين الحقيقة على قدر بساطته و يستنفد المعاني والدلالات المدركة والغائبة، وعقد ابن عربي مقارنة بين هذه الثنائيات المفاهيمية فوجد انها تتجوهر في الواحدية فهي جمع وان كانت متفرقة وهي واحد وان كانت اثنتين وهي شمول وان كانت متشظية.