- ثروة طبيعية تضمن عائدات اقتصادية كبيرة اكتشف العلم الحديث منذ فترة تيارات وموجات أثيرية تنتشر في الهواء يمكن استخدامها لنقل الصوت إلى مسافات بعيدة ، هذه التيارات والموجات الأثيرية تسمى (الطيف الترددي) .. ولكن ماهي استخدامات الطيف الترددي ؟ وهل هناك ضوابط وقوانين وإدارة خاصة تحكم المستفيدين منه لمنع تداخلاته الدولية ؟ بخصوص هذه القضية أوضح المهندس عبدالقادر عبدالله ابراهيم مدير عام إدارة تنظيم استخدام الترددات بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أن الطيف الترددي يعتبر ثروة طبيعية وهبنا اياها الخالق سبحانه وتعالى ، ليستفيد منها العالم بأكمله ، ويحظى الطيف الترددي باهتمام جميع الدول في العالم ولذلك فقد تم انشاء منظمة دولية تختص بشئونه وتخصيصاته ومشاكله التي منها معالجة التداخلات بين الدول ، إلى جانب وضع الخطط للخدمات الجديدة والمستحدثة. إدارة اللاسلكي ويوجد الطيف الترددي الذي يقصد به بحسب المصدر ذاته ( إدارة اللاسلكي بشكل عام) يوجد منذ بدء الكون ، وقد تم توظيف شبكات اللاسلكي بحيث حولت جهوداً كبيرة ومضنية من جهود الإنسانية في البحوث على مدى الآف السنين إلى واقع ملموس ، و يضيف مدير عام الترددات أن الترددات هي الوسط الفعال والمهم ، والحيز المحدود الذي يستوعب أسرار ثورة الاتصالات والمعلومات التي نقلت العالم من مجتمع الزراعة والبادية إلى المجتمع الصناعي المتطور والمتقدم ، واختزلت العالم مترامي الأطراف إلى قرية كونية صغيرة تشابكت فيها المصالح الاقتصادية. الحزم العريضة المهندس عبدالقادر عبدالله أفاد أن تقنيات (GBS) هي عبارة عن نظام تحديد الاحداثيات وذلك عند الرغبة في تحديد موقع شيء معين سواء كان في البحر أو البر وبكل سهولة ويسر إضافة إلى استخدام التقنيات اللاسلكية في مجالات الطب ، الجيولوجيا ، التصنيع الحربي البث الفضائي ، الاتصالات السلكية ، وغيرها ، وأكد أن الطيف الترددي يعتبر مورداً طبيعياً وثروة مهمة جداً لاتقل أهمية عن الثروات النفطية والمعدنية خصوصاً لدى الدول التي تعرف كيف تستغله الاستغلال الأمثل والاستفادة منه ليس فقط في مجال الاتصالات وإنما ايضاً في مجال التصنيع بشكل عام ، ومما لاشك فيه فإن السنوات القادمة ستشهد قفزة هائلة في مجال الاتصالات ونظراً لشيوع استخدام اللاسلكي ووجود خدمات جديدة مستحدثة يطلق عليها الخدمات ذات الحزم العريضة التي تعني أن الحيز لوسيلة اتصال واحدة يستوعب أكثر من خدمة كالهاتف ، الفكس ، نقل الصور والبيانات ، الانترنت ، الفيديو ، وغيرها. ثروة طبيعية إن تنظيم الطيف الترددي يأتي من أجل منع التداخلات المسببة للأضرار والحوادث ، كالتأثير مثلاً على تواصل الطيار مع برج المراقبة في المطار ، كذلك السفن ، والسيطرة على الاتصالات العامة ، والحوالات المصرفية ، ويضيف مدير عام تنظيم استخدام الترددات بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أن دخول الخدمات اللاسلكية إلى الدول من دون تنسيق وتراخيص مسبقة من الجهات المنسقة والمسؤولة عن تنظيم الطيف الترددي يعتبر من ضمن معوقات وعراقيل استخدام اللاسلكي. وبما أن الطيف الترددي يعتبر ثروة وطنية طبيعية هامة تضخ عائدات لايستهان بها ، لذا يتطلب من الجهات ذات الاختصاص الاهتمام بها ، والحفاظ عليها كمصدر من مصادر الدخل وتوفير الامكانيات اللازمة لتنظيمها وإدارتها واستغلالها الاستغلال الأمثل وبكفاءة اقتصادية ، وذلك للحيلولة دون استخدامها الاستخدام العشوائي مما يؤدي إلى تبديدها نتيجة غياب التخطيط وشحة الامكانيات. من المحرر وفيما يتعلق بالاتصالات بشكل عام فإنه لايختلف اثنان بأن قطاع الاتصالات في بلادنا شهد في السنوات الأخيرة نجاحات ملموسة ونقلات ملحوظة ، وهي نجاحات مبشرة بالخير ونقلات واعدة بالتطورات المنافسة في هذا المجال. فقد قامت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بإعداد الرؤية الاستراتيجية لها (2001 2025م) والتي تهدف للمساهمة في تحويل بلادنا إلى دولة منتجة ومستخدمة لتطبيقات تقنية الاتصالات والمعلومات والارتقاء بخدماتها المختلفة ، كما أعدت مشروع البرنامج الوطني لتقنية المعلومات برؤية أن بلادنا لاينبغي لها أن تتخلف عن بقية البلدان في هذا المجال ويصبح هذا التخلف يجر نفسه على القطاعات الاقتصادية والتنموية خاصة في مجالات الاستثمار والسياحة والمعاملات الخاصة بالمواطنين وسيحرم البلاد من عوائد مالية وخدماتية تساعد على تطويرها ، كذلك أنشأت الوزارة المركز اليمني للاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية. تحقيق هدف منشود إنه ومع اتجاه سياسة بلادنا نحو الانفتاح الاقتصادي وتشجيع الاستثمار ومواكبة التطورات المتسارعة في تقنيات الاتصالات والمعلومات لخلق البيئة الاستثمارية المناسبة كعامل مهم من عوامل الجذب الاستثماري ، فإن الواقع ينبئ بتزايد متطلبات المستثمرين لوسائل اتصالات متطورة وبالتالي زيادة في الإقبال على استغلال الطيف الترددي ، ومن ثم تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة ، وهذا يتطلب امكانية كبيرة في التنظيم وإدارة الطيف الترددي لضمان استغلاله بطريقة مثلى. وعليه فإن تحقيق الهدف الرئىسي المتمثل بتحويل بلادنا إلى دولة منتجه ومستخدمة لتطبيقات تقنية الاتصالات والمعلومات يتطلب انشاء برنامج وطني لهذه التقنية والتهيئة لشراكة قوية بين جميع القوى المؤثرة في المجتمع تشمل الحكومة بوزاراتها وهيئاتها المختلفة ، والمؤسسات الإعلامية ، وقطاعات الأعمال العامة والخاصة والأجهزة التشريعية ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ، ومؤسسات المجتمع المدني ، بحيث تؤدي هذه الشراكة إلى تحقيق هذا الهدف المنشود.