ليس بالغريب أن الخطوات الجبارة والسعي الحثيث الذي تسعى إليه قيادة المحافظة ممثلة بالأخ القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ محافظة تعز والتي يهدف من ورائها إلى توسيع دائرة الاهتمام والمتابعة والارتقاء بمستوى حياة الناس بالشكل المطلوب في كل جوانب الحياة. ويأتي هذا الاهتمام من وحي الإحساس بالمسئولية الملقاة على عاتقه تجاه هذا الشعب الطيب الذي طالما حلم بحياة سعيدة خالية من كل ماينغصها ويعكر صفو انسجامها . فالتوجيهات الصادقة التي وجه بها الأخ المحافظ بتنفيذ حملة ميدانية على محطات تعبئة المياه «الكوثر» توجيهات لاشك انها في الطريق الصحيح نحو الحد من ظاهرة الغش والخيانة وما شابه ذلك وهنا لايقتصر الغش في محطات تعبئة المياه «الكوثر» وحسب ففي الشارع ثمة حكايات طويلة وروايات كثيرة عن تعدد حالات الغش وما ادراك ما الغش في كل مايحيط بنا ويرتبط بحياتنا حياة الإنسان الذي كرمه الله وجعله خليفه في أرضه وسخر كل شيء لخدمته من أجل حياة كريمة وآمنة فمن المعروف أن الغش محرم في كل الأديان السماوية وفي ديننا الإسلامي خاصة إذ قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم «من غشنا فليس منا» إلا أن مانراه اليوم من اتساع في دائرة الغش والتلاعب بالمقاييس والأوزان والمواصفات والمعايير لهو أمر في غاية الخطورة بعد أن بلغ ذروته ، حيث نرى الغش في جميع السلع خصوصاً الاستهلاكية مثل اللحوم والاسماك والدواجن والخضروات والمطاعم والمخابز ومحطات تعبئة اسطوانات الغاز وفي الشركات المحلية والأجنبية وفي المصانع وفي أجهزة الدولة وفي كل مكان يمكن أن يخطر على البال .. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اننا نعيش في أزمة ضمير حقيقية وغياب الوازع الديني من ناحية ومن ناحية اخرى انعدام الرقابة الحقيقية من قبل الجهات المعنية وأن وجدت الرقابة فهي رقابة شكلية لأن من أوكلت المهمة لهم اشخاص غير جديرين بتحمل المسئولية وغير مدركين لخطر الغش فنجدهم في خط الدفاع الأول إلى جانب أوكار الغش والخداع والضحك على الذقون دون وازع من ضمير أو إحساس بالمسئولية المنوطة بهم وكل مايهمهم الحصول على المزيد من المال الحرام وبطرق غير مشروعة متناسين أن الحرام يذهب بأهله طال الزمان أم قصر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا غضب الله على رجل رزقة من حرام وإذا اشتد غضبه عليه بارك له فيه» .. صدق رسول الله فهل نعي ذلك وكل مايريده المواطن أن تكون هذه الحملة جادة وتأتي أكلها ويعي القائمون عليها مسؤولياتهم الوطنية والإنسانية وتشمل جميع الأماكن المشبوهة بالغش والخداع ولاينحصر عملها على محطات تعبئة الماء فقط ، كما نأمل الا تكون نتائجها كما هو الحال برقابة الروتي والرغيف حيث زاد سعره وصغر حجمه ، بعد إقرار حملة الرقابة وإن بدأ سعر الماء بالارتفاع فهل نأمل في إعادته إلى سعره السابق 20 ريال ريالاً سعة 20 لتراً ، مازال الأمل يحدونا ومازال اليأس بعيداً عنا ويبقى اختيار الرجال الشرفاء على الرغم من ندرتهم هو الأمل في كسر شوكة الغش والمغالاة وحماية المستهلك من عبث العابثين .. قال تعالى «إن خير من استأجرت القوي الامين» صدق الله العظيم.