يعد التعليم ركيزة هامة وأساسية في بناء الأجيال وتسليحهم بالعلم والمعرفة .. ولعل وجود الكادر التربوي المتخصص القادر على العطاء والإبداع هام جداً في إذكاء العملية التعليمية والارتقاء بها ولكن ما يدعو إلى القلق كثيراً هو افتقار المحافظات النائية إلى الكادر التربوي المتخصص. ومما لاشك أن محافظة الجوف تفتقر إلى وجود الكادر التربوي والتعليمي المتخصص. واقع مؤلم محافظة الجوف تعتبر من المحافظات النائية حتى إن البنية التحتية لم تكتمل بعد ولكن المؤلم أكثر انهيار العملية التعليمية في هذه المحافظة والذي عزاه الكثير من المختصين وغيرهم إلى عدم توفير الكادر التربوي المتخصص ووجود الواسطة واعتبار الوظيفة حقاً مكتسباً مع عدم العطاء عندما يتطلب منه العطاء فلا غرابة في ذلك عندما تدخل الى مدارس محافظة الجوف يتألم قلب الانسان أكثر لما يرى فأساتذة لا يجيدون حتى القراءة والكتابة وآخرون يعملون بقاعدة البديل وما أدهى من هذا ولا ذاك وغاب الرقيب ولا أحد يتساءل ماذا عن مستقبل التعليم.؟ غياب الكوادر المتخصصة وهناك شكاوى كثيرة وصلت إلينا مفادها أن الكثير من المدرسين الذين يعملون في مدارس المحافظة ليسو بكوادر تربوية متخصصة يتم الاعتماد عليها.. وانما أخذت الوظيفة بمثابة عملية هبش ولا يهمنا مستقبل الأجيال فيتلقى الطالب معلومة خاطئة وهلم جراً لمشاكل الطلاب مع المدرسين. بل لعل الأخ منصور أحمد سيف محافظ المحافظة قد اشتكى من هذه النقطة بالذات حيث أن غياب الكادر التربوي بمحافظة الجوف أضحى عائقاً كبيرآً في سير العملية التعليمة التي تخرج جيلاً هشاً مبنياً على تعليم يفتقد كثيرآً إلى التخصصات العلمية المطلوبة. ظاهرة الغش وقد شكى لي الكثير من المدرسين تفاقم ظاهرة الغش في مدارس محافظة الجوف إلى حد كبير حتى صارالطالب لا يعتمد على المذاكرة ولايهمه التحصيل العلمي بقدر مايهمه الحصول على الشهادة وبأية طريقة كانت ولعلنا نعجب كثيرا عندما نرى المدرس يقف في الفصل وعقله فارغاً فماذا سيأخذ منه الطالب. وصار من الضروري البحث عن بديل متمكن يتقاسم الراتب مع المدرس الأصلي. أما فيما يخص المدارس الانشطارية فلقد أشار الأخ نائب مدير عام مكتب التربية بالمحافظة بأنها تعد مشكلة أخرى منوهاً أنه قد تم الحد منها إلى أقل من النصف خلال العام الماضي. غياب الرقيب ومن مشاكل التربية والتعليم في محافظة الجوف والتي هي كثيرة تأخير صرف مرتبات المدرسين والتي قد تتجاوز الشهرين والثلاثة معاً وصف الأخ نائب مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة أنها تعد من المشاكل الهامة والعويصة والتي لها أثر كبير في سير العملية التعليمية وعزا تلك المشاكل والتي صارت سبباً في تأخير مرتبات كوادر التربية الى المختصين في التربية والمالية معتبراً أن بعضهم يريد تصفية حساباته مع الآخرين على حساب المدرسين موضحاً أن ذلك يعود إلى غياب الرقيب على اهمالهم إضافة إلى غياب المجلس المحلي. استعدادات جادة وحول الاستعدادات لمكتب التربية والتعليم بمحافظة الجوف للامتحانات النهائية للشهادتين الأساسية والثانوية للعام الدراسي الحالي 2007م تحدث الأخ/نائب مدير عام مكتب التربية والتعليم حيث قال: لقد بلغ عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الأساسية 5000 طالب وطالبة فيما بلغ عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية 2800 طالب وطالبة موزعين علي ثلاثة واربعين مركزاً للشهادة الأساسية وسبع وعشرين مركزاً للشهادة الثانوية.. على الرغم أن مكتب التربية لاقى الكثير من المشاكل ومعوقات في هذا الجانب. المدرس البديل والمدرس الانشطاري ولعلنا خلال زيارتنا لمدارس محافظة الجوف «لبعض منها» وجدنا هناك ظاهرتين فريدتين في المحافظة هو وجود المدرس البديل والمدرس الانشطاري وقد وجهنا سؤالاً بذلك للأخ نائب مدير عام مكتب التربية بالمحافظة والذي أوضح بأن المدرس البديل في محافظة الجوف تعد مشكلة كبيرة عجزت الإدارات المتعاقبة بمكتب التربية والتعليم بمحافظة الجوف على حلها جذرياً وسبب ذلك ان هناك أعداداً هائلة أصبحت تشغر وظيفة مدرس حيث وصلت هذه الأعداد الهائلة إلى هذه الوظيفة بطرق عديدة منها شراء الوظيفة القرابة الواسطة..الخ.. منوهاً بأن السبب عندما أوكلت إلى هؤلاء الذين يشغرون وظيفة مدرس وهم غير مؤهلين مهمة التدريس. شر البلية ما يضحك في الجانب الآخر كان الأخ محافظ المحافظة قد أشار في عيد تكريم المعلم إلي أن هناك 1200 مدرس لا يجيدون الكتابة والقراءة.. وعندما سألنا الأخ/نائب مدير عام مكتب التربية علق على ذلك بقوله «إن شر البلية مايضحك» مؤكداً بأن ذلك صحيحاً .. مشيراً بأن هؤلاء المدرسين الذين لايجيدون القراءة والكتابة يستلمون رواتبهم ولا أحد يستطيع اتخاذ أي إجراءات ضدهم. من المسؤول لست أعرف من المسؤول عن هكذا شيء.. هل المحافظة هي المسؤولة عن انهيار العملية التعليمية أن التربية والتعليم هي المسؤولة عن ذلك وكلاً منهم يفهم الآخر.. وهنا مازلنا نقدم السؤال لقيادة محافظة الجوف.. من المسؤول عن هذا التدهور؟.