توقعت مصادر بوزارة الصحة العامة والسكان صدور قرار بإقالة مديرة البرنامج الوطني للدواء الدكتورة ابتهاج الكمال، على خلفية رفضها التوقيع على صفقات دوائية مخالفة مخصصة لعلاج مرضى الكلى، وعزم المرضى الخروج بمسيرة الثلاثاء القادم إلى مبنى رئاسة الوزراء احتجاجاً على قطع الأدوية عنهم، في نفس الوقت كشفت مصادر بوزارة المالية عن فضائح فساد اتهمت بها قيادة الوزارة، وتعتزم فتح التحقيقات بشأنها خلال الأيام القادمة. وقالت مصادر بالوزارة ل"نبأ نيوز": إن مديرة برنامج الدواء رفضت في اجتماع عقدته الوزارة الأسبوع الماضي برئاسة الدكتور عبد الكريم راصع - وزير الصحة التوقيع على صفقة دوائية لاستيراد علاج "مقلّد" من شركة "سبلا" الهندية لمرضى الكلى من نوع (السلسبت) بدلاً من العلاج السابق (السيكوسبورين) الذي كانت تورده شركة "روش"، مبررة رفضها لعدم مطابقة العلاج الجديد للمواصفات النوعية؛ على حد ما نقلته المصادر المشاركة في الاجتماع. وأشارت إلى أن انقطاع العلاج من الأسواق يأتي في سياق انقطاع "الأدوية المنقذة للحياة" الخاصة بأمراض القلب والضغط والسرطان إثر توجه وزير الصحة بإعطاء الأولوية لأدوية الرعاية الصحية الأولية، التي تشمل على المضادات الحيوية وعلاجات الإسهال وما شابه ذلك لتخفيف التكلفة المالية التي تتحملها ميزانية الوزارة، رغم وجود توجه رئاسي بدعم المصابين بهذه الأمراض بعلاجات مجانية وهو ما كشفته "نبأ نيوز" في خبر سابق. وكشفت المصادر عن استياء وزير الصحة من تكرار مديرة البرنامج الدوائي لعرقلتها مثل هذه الصفقات بعد رفضها التوقيع على صفقة خاصة بأورام السرطان في وقت سابق، وإعادتها لشحنات أدوية (لا تحمل ختومات الوزارة التي تشير لمجانيتها) كانت مشتراة للمستشفيات العامة من الشركة اليمنية للأدوية عبر المؤسسة الاقتصادية. وقالت: إن جدلاً يدور الآن بين قيادة وزارة الصحة وشخصيات مسئولة رفيعة في الدولة تدعم توجهات مكافحة الفساد حول موضوع إقالة الدكتورة الكمال، حيث إنها تساند موقفها، مرجحة أن يتم رفع الموضوع إلى رئيس الجمهورية خلال اليومين القادمين. على صعيد آخر كشفت مصادر بوزارة المالية ل"نبأ نيوز" عن مخالفات "جسيمة" ارتكبتها وزارة الصحة خلال العام الجاري، وقالت: إن الوزارة قامت بتأجير طائرة خاصة بتكلفة (75) ألف دولار لنقل جهاز (C.T.Scan) لصالح مستشفى في إب بعد أن تأخر في الوصول في الوقت الذي كان مقرراً أن يقوم رئيس الجمهورية بافتتاح المستشفى إبان احتفالات أعياد الوحدة اليمنية في إب. وأشارت إلى أن الوزارة اشترت الجهاز على أساس أنه "ديجتال"، وتبين بعد وصوله أن الشركة المصدرة أرسلت جهازاً ليس "ديجتال"، وقد تكتمت الجهات المعنية على الفضيحة، خاصة بعد تكبدها خسائر جسيمة في النقل. وقال المصدر: إن من بين القضايا التي تم رصدها هو صرف مبلغ مليوني ريال تكلفة يافطة قماشية تم عملها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، ووضعت خلف منصة فعالية أقامتها الوزارة بالمناسبة.، مبدياً استغرابه من أن تكون قيمة ثلاثة أمتار قماش وأجرة خطاط بمليوني ريال.