لعل وعسى أن يقرأ هذا المقال مراسل قناة «الحرة» الفضائية ،أومن يتواصل معه، لكي يطلع على مافيه من تفنيد لمقالة حيدر ابوبكر العطاس، من مغالطات لمواقفه من تاريخ وحدتنا اليمنية، في المقابلة التي اجرتها معه «الحرة» مساء الاثنين 16/ 7 / 2007م وكان من المفترض أن اكتب مباشرة في اعقاب تلك المقابلة المليئة إجاباتها بالمغالطات التاريخية غير أنني آثرت الانتظار إلى ان تنشر شيئاً منها صحيفة معتمدة وموثوقة في اليمن، وها قد نشرت العزيزة «الأيام» مقتطفات وجيزة منها في عددها رقم 5147 17 يوليو 2007م لهذا كتبنا في ضوء ما أوردته على لسانه. يقول العطاس بحسب «الأيام» : كان هناك نية، وكان هناك مثالية في التعامل مع قضية الوحدة» كما نفى نفياً قاطعاً ان تكون الأوضاع بعد 13يناير 86م وتخلي الاتحاد السوفييتي عن عدن قد وصلت إلى انهيار شامل وتدهورت علاقة الحكم الشمولي مع أشقائه والمجتمع الدولي،وان هذا أدى إلى حروب قادته إلى الوحدة وعليه ارتأينا أن ننعش ذاكرة السيد العطاس، ونفند ماحاول قلبه من حقائق، وذلك بشهادات بعض المؤلفين والباحثين العرب والدوليين وهاكم مقتطفات مما كتبوه: يقول راشد محمد ثابت وزير الوحدة في دولة عدن سابقاً في لقاء خص به الكاتب والباحث «فيصل جلول» مؤلف كتاب «الثورتان الجمهوريتان الوحدة» عن المعارضين للوحدة الاندماجية آنذاك:«.. اعترضت قيادات جنوبية على تذويب الشخصية الدولية للجنوب ومن ابرز هذه القيادات نذكر :سعيد صالح، وصالح منصر السييلي، وحيدر أبوبكر العطاس..الخ»[راجع الكتاب سالف الذكر طبعة ثانية ص204] في كتاب «حرب اليمن 1994 الاسباب والنتائج» يقول«مايكل هدسون» أحد المشاركين في تأليفه: «ان الحزب الاشتراكي، والزعماء الجنوبيين اقبلوا على الوحدة بتردد فقد كانوا يطمحون إلى قيادة اليمن كله في النهاية، وربما فكروا انهم في أسوأ الاحوال يستطيعون أن يتخلصوا من تجربة الوحدة، ويسيطروا مجدداً على يمن جنوبي مستقل.»[أورده كتاب جلول ص224] هذا الاستنتاج يجيب وحده عن عبارة السيد العطاس القائلة «..بينما اتضح لنا بعد الوحدة ان الموقف يختلف تماماًَ في صنعاء [الأيام المصدر السابق] بمعنى انه اتضح للعطاس بعد الوحدة استحالة قيادة اليمن كله او التخلص من تجربة الوحدة!! ويؤكد على ذلك «فيصل جلول في كتابه المشار اليه آنفاً «كان رئيس الوزراء اليمني ويقصد العطاس حريصاً على ابلاغنا أمرين أساسيين :الأول يقضي بضرورة ابقاء عدن في دائرة الضوء الاعلامي. الثاني: ابداء قدر كبير من التحفظ حول المسائل الوحدوية المتصلة بالوحدة» [المصدر السابق ص 209] ويقول الكاتب والمحلل الفرنسي الشهير «شارل سان برو» أعلن غورباتشوف في لقاء أجراه في العاصمة الروسية «موسكو» مع قادة عدن بعد أحداث 13يناير 86م أن الاتحاد السوفييتي لم يتمكن من الاستمرار في مساعدتهم [كتاب .. العربية السعيدة طبعة اولى 1999م ص 107]. هذا كان قبل انهيار الاتحاد السوفييتي أما بعده فيستطرد شارل برو في القول «وجدت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية نفسها مهمشة.. ومعزولة على الصعيدين العربي والاقليمي ،الدولي)[ص107] ويحلل ذلك بقوله «في هذه الظروف،لم يكن ثمة خيار أمام قادة عدن الذين زعزعت سلطتهم نتاج الصدامات داخل الحزب (الواحد في العام 1986م، والكره المترسخ أكثر فأكثر الذي يكنه السكان للنظام الماركسي سوى متابعة الحوار مع صنعاء انها على كل حال أمنية سكان مناطق الجنوب الذين لايتركون مناسبة الا ويتظاهرون من أجل الوحدة ويهتفون باسم علي عبدالله صالح» فهل يريد السيد العطاس اكثر من هذا إيضاحاً لما كان ينكره وينفيه؟! أتمنى أن يعود إلى رشده، ويكف عن توجيه التحايا إلى المغرر بهم من إخوتنا في الداخل.. فهم على الرغم مما يتوهمه فيهم وحدويون حتى النخاع ...