يفاجئني دوماً العزيز سامي الكاف بمبادرات متفردة ومنها هذه المبادرة المهنية الجميلة الهامة واعني حلوله مشرفاً على هذا الملحق الشبابي في الغراء الجمهورية ، أما لب المفاجأة فهو تكليفه وتشريفه لي بكتابة عمود اخترت له أسم ( حديث السبت). وبالتأكيد لن أجد حديثاً في مفتتح اللقاء والإطلالة عليكم أهم من حديث الإعلام والشباب، وأعني هنا بالإعلام (الإعلام المرئي) وتحديداً الفضائيات العربية والتي تستحق جُلها إن نطلق عليها بالفضائحيات العربية بسبب تخصصها في إثارة غرائز (الشباب) وتحويلهم إلى مسخ أدمي مهتم فقط بمظاهر الموضة وأخر التقليعات الغربية إياها، وعندما أتحدث عن الشباب فأني أعنيهم ذكوراً وإناثا وهم (عماد الأمة) والذين قال فيهم رسولنا ونبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم (نُصرت بالشباب). أعود للإعلام والفضائيات والفضائحيات وشبابنا اليمني الذين أبتلوا بفضائية يمنية.. هزيلة البرامج الموجهة نحو هذه الشريحة الأهم في المجتمع مما يجعلهم يتجهون إلى الفضائيات الكثيرة العدد في ظل السماوات المفتوحة وكل همهم مشاهدة برامج تهتم بهم وباهتماماتهم الشخصية والعامة وهواياتهم وتطلعاتهم، وهي برامج يتم تقديمها في صور ومشاهد مشوقة ومثيرة بطابع خفيف ومفيد وغير ممل أو روتيني..ونوعية هذه البرامج التي أتحدث عنها يهتم بها الشباب الجاد الطموح والمتوقد نشاطاً وإبداعا فليس كل شبابنا وشاباتنا من صنف الشباب غير الجادين الذين تستهويهم فضائحيات الافلام التافهة ذات المشاهد الإباحية والمنحلة والأغاني الهابطة التي تفرغ ما في العقل وتجعل الوسط يهتز يمنة ويسرة وتجعل لكل ذي جسد "ذنب" أو ذيل يحركه في كل اتجاه بحسب نوعية موسيقى الفيديو "كلاب" إياها. ولان مساحة العمود لا تكفي للحديث حول نوعية البرامج والمواد المقدمة في فضائحياتنا العربية "الكثيرة"، ولا حول أكثر الاهتمامات التي تشد شبابنا الغير جاد والمستهتر بوقته وصحته نحوها وهي البرامج والمواد التي تتعلق بالأفلام والأغاني والبرامج الفنية المروجة لهكذا أفلام وأغاني وأبطالها ونجومها، إضافة إلى برامج (المغفلين) وأعني بها برامج المسابقات التي تعتمد على الاتصالات التلفونية ورسائل الموبايل التي تفرغ جيوب كل المغفلين المشدودين إليها. أقول لان المساحة لا تكفي للحديث عن ذلك فدعوني فقط اربط ما تقدمه الفضائيات العربية الجادة النادرة أو حتى "الفضائحيات" المنتشرة إياها بما تقدمه فضائيتنا اليمنية من برامج تفتقر للعصرنة والتشويق الممزوج بالفائدة، والأمر يرتبط بنوعية الإدارة البرامجية المسؤولة عن ذلك وبنوعية المعدين والمقدمين والمصورين والمنتجين والمخرجين وللإنصاف يجب إن نقول وبالإمكانات المتوفرة لهم.. وإذا عرفنا سر هزالة ما تقدمه فضائيتنا سندرك لماذا يعزف شبابنا وشاباتنا عن مشاهدة فضائيتنا الشهيرة ب (قفي)؟! ولماذا يقبلون بشغف على الفضائيات والفضائحيات المفتوحة