ما من دولة عربية إلا وتنطلق منها فضائية تستمر في بثها 24 ساعة تقريبا سواء كانت فضائية إخبارية ام دينية ام للأطفال وأخرى مخصصة للدجل والشعوذة أو لطب الأعشاب أو الأغاني والأفلام أو اقتصادية للأزياء وأدوات التجميل. في الآونة الأخيرة ظهرت فضائيات من نوع آخر للمسابقات تتخصص في سرقة جيوب المشاهدين والاحتيال عليهم، فهذه الفضائية بالتحديد تقدم إعلاماً رخيصاً ضعيف المستوى من خلال ما تقدمه من مسابقات سخيفة وطريقة تقديم أسخف عن طريق فتيات يحاولن إغواء المشاهد بالكشف عن صدورهن وسيقانهن وجعل أصواتهن ذات إيقاع غير سوي وبفيض كاسح من حركات الإغراء وبخدعة القفز من الفقر إلى الغنى وكسب السيارات وعشرات الآلاف من الدولارات وما على المشاهد إلا الاتصال بهن ويخسر المزيد من النقود والمتتبع لهذه القنوات يجد أنها لم تحترم حرمة الشهر الكريم رمضان. وإذا تحدثنا عن نوعية أسئلة هذه المسابقات لوجدناها جوفاء باهتة عفى عليها الزمن مثل ما الدولة التي نقرأها من اليمين ومن الشمال؟ . إن برامج المسابقات في العالم الغربي بلغت مرحلة متقدمة من التطور ونحن مازلنا بمثل هذه النوعية من المسابقات الباهتة التي لا يمكن تحملها أو تحمل إيقاعها الساذج التي تشعر المتفرج بالقرف المنتشر بها. إن القنوات العربية المقلدة لمثل هذه النوعية من المسابقات ما هي إلا استنساخ لبرامج غربية ولكن بصيغة عربية أفقدت تراثنا الإعلامي أهميته، فمثل هذه القنوات العربية تتحمل القسم الأكبر في الاستهزاء بعقول الشباب العربي والتي كانت من المفترض أن تنشر الثقافة للتوعية والارتقاء بالفكر وليس بالعمل على تسفيه عقولنا، وهذا بالضبط ما يريده الغرب منا، جعل الشعب العربي في غيبوبة وسبات عميق لا نعرف متى نستفيق منها. إلى متى سنكون في العناية المركزة؟ وأين الجرَّاح الذي سينقذنا من غيبوبتنا؟ فمثلاً قناة ساهمت سابقاً في الإسفاف صحت من غيبوبتها وأدركت خطورة ما تقدمه للناس وتحولت من قناة لنشر الميوعة إلى قناة تنويرية توعوية هادفة فهذه القناة أدركت دور الإعلام في مسيرة الشعوب نشجعها ويا حبذا لو تحذو بقية القنوات الهابطة حذوها، ونحن هنا لا نعني أن تتحول جميع القنوات إلى دينية، فنحن لا نرفض التسلية ولكن لابد أن تكون التسلية هادفة ولها معنى، ألا يتذكر أحدكم برنامج بنك المعلومات فنحن بالإعلام نستطيع أن نتطور دينياً وثقافياً وفنياً واقتصادياً وهو يدخل في جميع جوانب الحياة ولكن للأسف فقد وصل إعلامنا إلى مرحلة ما نحن عليه الآن من حالة يرثى لها من التخلف الفكري وحتى الترفيهي. فرحمة بنا يا أصحاب القنوات الفضائية فإنكم محاسبون أمام الله وهذه رسالة مقدسة وانتم تمثلون دور من يأخذ بيد هذه الأمة نحو دورها الحقيقي فتذكروا بأنكم أحفاد طارق بن زياد وخولة بنت الأزور ولستم أحفاد ألفيس برسلي أو مارلين مونرو وعلى ، تذكروا ماضي العرب القديم يا من تقلدون الغرب واعتزوا بحضارتكم وإذا نسيتم أو تناسيتم فاسألوا الغرب أنفسهم ويشهد لكم أعداؤكم من الغرب يا من انبهرتم بحضارتهم الواهية ونسيتم ماضيكم ارجعوا إلى كتب التاريخ التي درستموها في كلياتكم فحرام هذا الانحطاط الذي نشاهده في إعلامنا واعذروني على هذه القسوة واغفروا لي هذه الحدة لأنني لم أعد احتمل سخافات تلك القنوات التي بدأت ولن تنتهي وبقي القول: قنواتنا العربية إلى أين؟!