هل فعلاً الشباب هم ضحية الإعلام العربي المُسيس والموجه ؟!..سؤال يبدو ذا شجون وشؤون ولكني سأبسط الأمر لأبيّن كم هو إعلامنا العربي جاني ومجرم وليس بريئاً أبداً بعد إن ثبٌتت إدانته.. وآه ثم آه من إعلام تمجيد أصحاب الفخامات والزعامات وتلميع المطربين والمطربات والنجوم والنجمات الأحياء منهم والأموات. تصوروا إن إعلامنا (العربي) - بالعين وليس بالغين- تصوروا انه يكرر ويجتر الخطاب المُسيس السلطوي.. والنخبوي إياه ويصف الشباب بأنهم (عماد الأمة) بينما حولهم هذا الإعلام الموجه نفسه إلى (ضحايا الأمة)، ولأنهم كذلك في ظل خطاب إعلامي عربي ممل وساذج ومستفز عفى عليه الزمن.. فإن الجميع الجناة والجن والعفاريت والشياطين والسلاطين وووووو..جميعهم يتحدثون بإسم الشباب، ثم جميعهم يستقطبونهم ويستميلونهم على طريقة "ولي فيها مآرب أخرى"، وبلى لننتبه أيها السادة للأدهى والأمرّ: فالسلطات تستقطب الشباب والأحزاب تستقطب الشباب.. والمنظمات الجماهيرية.. ومنظمات المجتمع المدني.. واتحادات الطلبة.. واتحادات المرأة بل واتحادات الشباب إياها تستقطب الشباب بإسم الشباب ثم يستفيد قادة اتحاد الشباب والمقربون منهم والممجدون لهم من مصالح الشباب بينما الشباب لا حول لهم ولا قوة ولا فائدة ولا مصلحة، وجميع هؤلاء يستقطبون الشباب باستخدام الخطاب الإعلامي الموجه طمعاً في استمالة الشباب وجعلهم مجرد أنصار يرددون شعارات دون فعل أو عمل ثم تكون النتيجة إن اتحادات الرصيف واتحادات البطالة واتحادات ملابس الموضة والتقليعات واتحادات عصابات الشوارع واتحادات فتوات الأسواق وحتى اتحادات نجوم المعاكسات العالمية هي من تكون ملجئ ومأوى للشباب.. ويا قلوب الشباب والعذارى لا تحزني و"يا ابن الشبيبة لا تقل فات القطار"..حد وصف فنان اليمن الراحل علي الآنسي.. ولذلك وللأسف فإن المضحك المبكي هي سخريات الخطاب الإعلامي إياه وما تمتلئ به الجرائد والمجلات من إعلانات الوظائف إياها المحجوزة سلفاً بالطبع لأولاد الذوات وأهل السطوة والنفوذ .. أما اسخر وأقبح إعلانات الوظائف إياها الفقرة التي تقول "خبرة لا تقل عن كذا سنوات".. وكيف لشباب في مقتبل العمر باحث عن وظيفة بخبرة كذا سنوات..؟!.. إذن هو هو الخطاب الإعلامي المُسيس والنخبوي.. هو المسؤول عن ما يحدث للشباب ولتعلموا إن مجرد إعلانات الوظائف إياها هي جزء من الخطاب الإعلامي الجاني على الشباب والذي يصور البحر للشباب بأنه طحينة وبأن المستقبل مفروش بالورود ولا يحتاج إلا لمجرد حالمين بالنجاح يقبلون على الحياة وهم يلبسون أزياء آخر موضة ويصففون شعورهم بحسب أخر التقليعات.. الم أقل لكم ان الشباب غدوا ضحايا الأمة؟!. أيها الشباب إذا أردتم تجنب إن تكونوا ضحايا فلا تصدقوهم ولا تنصتوا لهم فقط اجتهدوا واجتهدوا وشقوا طريقكم نحو النجاح وستصلون لا محالة إلى هدفكم..أما إذا استكنتم وهنتم ستنتهي أحلامكم وستُغتال طموحاتكم