لا يذكر اسم مدينة التواهي إلا ويذكر معها اسم ساعة «بيج بن» التي تعد أحد أهم المعالم التاريخية والسياحية في المدينة ، وهي تمثل أنموذجاً مصغراً لساعة «بيج بن» اللندنية كما تمثل ثاني أكبر ساعة في العالم. وبحسب مانقله موقع «مايو نيوز» توصف الساعة بأنها « بيج بن العرب» وكذا بيج بن الشرق.. لا تكتمل متعة الرحلة إلى عاصمة اليمن الاقتصادية عدن إلا بمشاهدة هذا المعلم الأثري الهام.. مؤخراً بدأ العمران العشوائي يحيط بالساعة مما شوه بريقها ، وكاد يحجب رؤيتها عن الزوار والسياح.وتعد ساعة «بيج بن» أنموذجاً بريطانياً مصغراً لساعة «بيج بن» الشهيرة في قلب العاصمة البريطانية لندن ، ولا يوجد لها مثيل سوى في عاصمة جنوب أفريقيا «جوها نسبرغ» فقط ، والتي بنيت عام 1980م وهو ما أعطاها قيمة تاريخية خاصة. وتم تشييد هذه الساعة عام 1890م حينما كانت عدن تحت ما يسمى بمستعمرات الهند البريطانية الشرقية، وتؤكد المعلومات أن عدداً من أكفأ المهندسين البريطانيين اشتركوا في تشييدها من الحجارة ذات اللون الأسود والاسمنت الحجري الممزوج بمادة قوية تخلط مع الماء ، حيث وصفوها بأنها «بيج بن العرب» أو «بيج بن الشرق» وهي ثاني ساعة في العالم تمتلك هذه المميزات الهندسية والمعمارية والسياحية من نظيراتها، كما أنها تعد ثاني أكبر ساعة في العالم بعد «بيج بن اللندنية» إذ يبلغ قطرها حوالي متر من الأربع الجهات وعرضها أو طولها 22 متراً وهي على شكل هرم ويوجد بداخلها سلم حديدي ذو سمك خفيف وشكل حلزوني في التوائه وانحنائه الذي يمتد حتى الساعة التي تطل على البحر مباشرة. وقصة بناء «بيج بن عدن» تعود بداياتها عقب الاحتلال البريطاني لعدن ، وذلك حين فكر الكابتن هنس في احتلال مدينة عدن في عام 1839م ، حيث تشير الكتابات التاريخية الى اختياره لمدينة كريتر أولاً كمقر له سرعان ما اكتشف اهمية موقع مدينة التواهي لينقل اليها مقره بعد ذلك لتصبح التواهي فيما بعد مقراً رئيساً للحكام البريطانيين. وتم تشييد الساعة عام 1890م على أيدي أكفأ المهندسين البريطانيين ويظهر المبنى بشكل مستطيل وسقفه اشبه بشكل مثلث متساوي الأضلاع مطلي بمادة القرمدي الأحمر. والمظهر العام للساعة أقرب - إن لم يكن تجمعها كثيراً أوجه أشبه - بساعة «بيج بن» البريطانية إحدى معالم الامبراطورية البريطانية حينها. وتقع الساعة على مرتفع جبل «البنج سار» والذي يطل على ميناء عدن الدولي ، وقد كانت الساعة تصدر أشعة ضوئية تمتد إضاءتها القوية لتغطي أنوارها ميناء عدن ، وتنفذ أشعتها إلى أعماق البحر مشكلة لوحة جميلة من ألوان الطيف. وكان الجميع يترقب دقات جرسها بعد كل ساعة للاستمتاع بسماع صدى رناتها خاصة في وقت المساء حين يخيم الصمت والهدوء إلا أن عقاربها توقفت منتصف الستينيات ، وقد أجريت لها اول صيانة منذ الاستقلال في مطلع الثمانينيات ، ولكنها توقفت في العام 1986م ، وفي يونيو 2002م تم إصلاح الساعة بتكلفة 28 ألف جنيه استرليني من قبل مهندسين بريطانيين لكنها عادت للتوقف عن الدوران.. هناك العديد من الصعوبات والعوامل التي خدشت البريق الجمالي لساعة «بيج بن عدن» منها احتياجها لعملية ترميم وصيانة عاجلة لكن يظل أهم عامل هو البناء العشوائي ، الذي كان يغطي على هذا المعلم السياحي العام وبات يسقط جمالها ويحجب عيون الزوار والسياح عنها وكذا ضيق الطرق المؤدية الى المكان. صعوبات وعوامل لم يخف الزوار والسياح من البوح بانزعاجهم من إنشاء البناء العشوائي المحيط بالساعة حيث لم يتبق ما يرى منها سوى قمتها فقط رغم أنها تمثل أهم المعالم التاريخية والسياحية لا تكتمل متعة زيارة عدن الا بالتمتع بمشاهدتها خاصة وإن الكثيرين ممن يحرصون على زيارة المكان يؤكدون أن مشاهدة هذه الساعة تساهم ولو بشكل كبير في رسم صورة لدى هؤلاء عن ساعة «بيج بن اللندنية» وذلك للتشابه الكبير بين المعلمين.. الوضع الحالي الذي تعيشه ساعة «بيج بن عدن» وملاحظات وصياح الزوار والسياح والمهتمون حرك بدوره المياه الراكدة لدى السلطة المحلية في المحافظة ، حيث سارعت خلال الفترة الماضية الى وضع العديد من اللمسات الهامة في محاولة منها لتحسين وتجميل صورة الساعة، فتم إنشاء المتنزه والمزار السياحي الذي تم بناؤه حول الساعة، كما تم توسعة الطريق الجبلية المؤدية الى المعلم الأثري بتكلفة إجمالية تقدرها بعض المصادر بنحو 45 مليون ريال، كما تم تنفيذ ترميم إنارة لمبنى الساعة ، لكن تظل ظاهرة البناء العشوائي حول هذا المعلم هماً يؤرق المعنيين الذين قاموا مؤخراً بإصدار توجيهات لإزالة البناء العشوائي ووقف العقود الممنوحة للبناء حولها خطوة أقدم عليها المجلس المحلي بمديرية التواهي ، وذلك في محاولة تهدف لإعادة الساعة إلى سابق عهدها.