الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أغنى رجل في بابل
اكتشف سر تحقيق الثروة الشخصية
نشر في الجمهورية يوم 23 - 11 - 2007


الحلقة الرابعة
اضمن دخلاً ثابتًا في المستقبل
عاشت شهرة بابل طويلاً على مدى السنين، ووصلت إلينا سمعتها عبر العصور باعتبارها أغنى المدن، وباعتبار أن كنوزها كانت خرافية.
ولكنها لم تكن كذلك دائماً، إن ثراء بابل كان نتاجاً لحكمة أهلها، لقد كان عليهم في بادىء الأمر أن يتعلموا كيف يصبحون أثرياء.
الطريقة الرابعة
حافظ على ثروتك من الضياع
بدأ أركاد حديثه إلى طلابه في اليوم الرابع قائلاً: إن سوء الحظ له علاقة مضيئة، إن المرء لابد أن يحافظ بقوة على المال الموجود في كيس نقوده، وإلا سوف يضيع، ومن الحكمة أن نحافظ أولاً على المبالغ القليلة ونتعلم حمايتها قبل أن يصبح في إمكاننا كسب مبالغ أكبر.
إن كل صاحب مال تغريه الفرص التي يمكنه من خلالها أن يجني مبالغ كبيرة عن طريق استثمار أمواله في أكثر المشاريع حكمة، وغالباً ما يدخل الأصدقاء والأقارب في مثل تلك الاستثمارات بتلهف ويحثونه على أن يحذو حذوهم.
إن القاعدة الأولى المضمونة في استثمار المال هي حماية رأس المال الخاص بك، هل من الحكمة أن تخدعك المكاسب الكبيرة في حين يكون هناك احتمال لخسارة رأس مالك؟ لا .. إن عقوبة المخاطرة هي احتمالية الخسارة، لذا فقبل أن تتخلى عن ثروتك، لابد وأن تدرس بحرص شديد كل درجات الأمان المصاحبة لهذا الاستثمار الذي تضمن أنك سوف تسترد هذا المال، ولا تجعل رغباتك الخيالية في الحصول السريع على الثروة تخدعك.
قبل أن تشارك أحداً بمالك، فلابد أن تكون متأكداً من أمانته وسمعته، حتى لا يبدو كأنك تهديه مالك الذي كسبته بعد طول عناء.
وقبل أن تستثمر مالك في أي مجال، أطلع نفسك أولاً على المخاطر التي قد تكتنف الاستثمار في هذا المجال.
لقد كانت أولى محاولاتي الاستثمارية مأساة بالنسبة لي إبان ذلك الوقت؟ إذ عهدت بكل مدخراتي المالية التي حافظت عليها لمدة عام كامل لصانع قرميد اسمه أزمور، والذي كان يسافر عبر البحار البعيدة، وفي أثناء توقفه في ميناء تيروس، وافق على أن يشتري لي بعضاً من الجواهر النادرة عند الفينيقيين، وكنا سنبيعها عند عودته ونتقاسم الأرباح معاً، ولكن الفينقيين كانوا أوغاداً وباعوا له قطعاً من الزجاج، لذا فقد خسرت ثروتي إثر ذلك، واليوم فقد أوضح لي من خلال هذه التجربة حماقة ما فعلت عندما أعطيت كل مالي إلى صانع قرميد ليشتري الجواهر.
ولذا فإنني أنصحكم على ضوء الحكمة التي اكتسبتها من تجربتي هذه بألا تثقوا كثيراً في معرفتكم الخاصة وتضعوا كل ثروتكم في استثمارات محفوفة بالمخاطر، والأفضل بكثير هو أن تلتمس حكمة هؤلاء أصحاب التجارب في التعامل مع المال للحصول على الأرباح، فمثل تلك النصائح الجيدة تعطى بسهولة لمن يطلبها، وربما تجدون أن لها من القيمة ما يجعلها تساوي المبالغ الذي وضعته للاستثمار، بل إن هذه هي قيمتها في الحقيقة، إذا ما أنقذتك الخسارة.
هذه إذن هي الطريقة الرابعة للتغلب على المحافظ الخاوية، وهي على درجة كبيرة من الأهمية لأنها سوف تمنع حافظتك من أن تفرغ بمجرد أن تمتلىء تماماً، حافظ على ثروتك من الضياع عن طريق استثمارها فقط عندما تضمن الأمان لرأس مالك، وعندما يمكنك استرداده إذا ما رغبت، وعندما يمكنك أن تحصل على أرباح جيدة، تشاور مع الرجال الحكماء التمس النصيحة من الأشخاص المتمرسين في التعامل مع المربح مع المال، دع حكمتهم تصن ثروتك من الاستثمار المحفوف بالمخاطر.
الطريقة الخامسة
اجعل منزلك استثماراً مريحاً
بدأ أركاد حديثه لطلابه في اليوم الخامس قائلاً: إذا ما خصص أحدكم تُسع إيراداته ليقتات بها ويستمتع بحياته، وإذا كان أي جزء من هذه الأجزاء التسعة يمكن أن يتم استخدامه في استثمار مربح بدون أن يسبب ضرراً لطريقة معيشته، فإن ثروته ستنمو بطريقة سريعة جداً.
إن أغلبية رجالنا في بابل يعيشون هم وعائلاتهم في مساكن غير لائقة بهم، فهم يدفعون أجوراً كبيرة لملاك الأراضي القساة، فقط من أجل الحصول على غرف ضيقة لا تجد زوجاتهم فيها مكاناً لزراعة الزهور التي تبهج قلب المرأة، كما أن أولادهم لا يجدون مكاناً يلعبون فيه سوى الأزقة القذرة.
لن تستطيع أي عائلة أن تستمتع بحياتها تماماً ما لم تمتلك قطعة أرض، حيث يستطيع الأولاد اللعب في أرض نظيفة وتتمكن الزوجة من أن تزرع، ليس فقط الزهور، ولكن النباتات ذات الإثمار الجيد أىضاً والتي يمكن أن تمد عائلتها بالقوت.
وبالنسبة لقلب الرجل ، فسيسعده أن يأكل التين من أشجاره هو، وأن يأكل العنب من كرمته، ولكي يمتلك منزلاً خاصاً به ويجعله مكاناً يعتز بالاعتناء به، فلابد أن يتميز قلبه بالجرأة، ويبذل مجهوداً شاقاً، ولذا فإنني أنصح بأن يمتلك كل رجل منكم سقفاً يحميه هو وعائلته ويستظلون به.
وقد أصبح في مقدور أي رجل ذي عزم قوي أن يمتلك منزلاً، ألم يأمر ملكنا العظيم بمد أسوار بابل على امتداد كبير حتى أصبح بداخل هذه الأسوار الكثير من الأراضي غير المستعملة الآن والتي من الممكن شراؤها بمبالغ معقولة جداً؟
كما أود أن أؤكد لكم أيضاً يا طلابي على أن الملك يأخذ بعين الاعتبار رغبات الرجال الساعين لامتلاك منازل وأراضٍ لعائلاتهم، فإذا كان باستطاعتك أن توفر مقداراً معقولاً من المبلغ الضروري لبناء البيت، يمكنك بسهولة حينئذ أن تقترض من الخزينة العامة للمدينة كي تدفع لصانع القرميد ولعامل البناء حتى تحقق أغراضك الجديرة بالثناء، ثم تقوم بسدادها بعد ذلك.
وعندما تنتهي من بناء المنزل، يمكنك أن تدفع للخزينة العامة بنفس الانتظام الذي كنت تدفع به لمالك الأرض، وسرعان ما ستفي بهذه الديون في غضون سنوات قليلة.
وسيكون قلبك مبتهجاً حينئذ لأنك ستمتلك ملكية ذات قيمة وستكون التكلفة الوحيدة هي تلك الأقساط التي تدفعها لخزينة الدولة.
وأىضاً ستتمكن زوجتك الفاضلة من الذهاب إلى النهر أكثر من مرة كي تغسل ملابسك، وقد تجلب معها قربة من الماء في كل مرة تعود فيها كي تصبها على النباتات.
وهكذا تأتي الكثير من النعم للرجل الذي يمتلك منزلاً خاصاً به، وسوف يقلل ذلك بنسبة كبيرة من تكاليف الحياة، وسيجعل المزيد من المتع والرغبات التي يود إشباعها امراً متاحاً نتيجة للفائض في مكاسبه. هذه إذن هي الطريقة الخامسة للتغلب على المحافظ الخاوية: امتلك منزلاً خاصاً بك.
الطريقة السادسة
اضمن دخلاً ثابتاً في المستقبل
بدأ أركاد حديثه لطلابه في اليوم السادس قائلاً: إن حياة كل إنسان تتواصل من طفولته وحتى الشيخوخة، وهذا هو طريق الحياة الذي لا يستطيع أي إنسان أن يحيد عنه، إلا من يموت قبل أن يبلغ الشيخوخة، لذا فإني أؤكد لكم بأنه ينبغي على كل إنسان أن يعد العدة لضمان دخل مناسب في المستقبل، عندما يولي الشباب، وأن يضمن دخلاً ثابتاً لعائلته لأنه قد يموت ولا يكون معهم حينئذاك ليحقق لهم سبل الراحة والمساندة، وهذا الدرس سيرشدك لجعل حافظتك متخمة بالمال عندما يجعلك الزمان أقل قدرة على الكسب.
إن الرجل الذي يكسب فائضاً متزايداً نتيجة لاستيعابه لقوانين التعامل مع المال لابد وأن يعطي حيزاً من تفكيره لتلك الأيام القادمة، ولابد أن يخطط لاستثمارات أو تدابير احتياطية معينة كي تبقيه بأمان لسنوات عديدة، وحتى تكون أرباحها متيسرة عندما يحين الوقت الذي توقع قدومه بحكمة بالغة.
وهناك وسائل مختلفة يمكن للإنسان عن طريقها أن يتزود بالأمان من أجل مستقبله، فقد يجهز مخبأً ويدفن فيه كنزاً سرياً، ولكن، مهما كانت مهارته في إخفاء الكنز، فإنه قد يصبح غنيمة للصوص، ولهذا السبب فإنني لا أنصح بهذه الخطة.
وقد يشتري الرجل بيوتاً وعقارات من أجل هذا الغرض، وإذا اختارها بشيء من الحكمة طبقاً لنفعها وقيمتها في المستقبل، فستظل قيمتها كما هي، ويمكن لإيراداتها أو لثمن بيعها أن يشكل مصدر إمداد له لتحقيق هدفه.
وقد يوفر الرجل مبلغاً صغيراً كل أسبوع بصورة منتظمة ليستثمره في عمل مربح، والأرباح التي يحصل عليها سوف تضاف إلى رأس المال، وأنا أعرف صانع أحذية اسمه «آنسان» كان قد أخبرني منذ مدة ليست بالطويلة بأنه قد اتفق مع أحد التجار على أن يشاركه بأن يدفع له كل أسبوع عملتين فضيتين، وقد ظل يفعل ذلك لمدة ثمانية أعوام، وفي النهاية أعطاه التاجر الربح الناتج عنها مما جعله يبتهج ابتهاجاً عظيماً لذلك، إذ إن مجموع هذه الدفعات الصغيرة، بالإضافة إلى أرباحها والتي بلغت ربع قيمتها في كل أربع سنوات، قد أصبح الآن ألفاً وأربعمائة عملة فضية.
ولقد شجعته بابتهاج إلى ما هو أبعد من ذلك، فقد برهنت له من خلال معرفتي بالحساب بأنه في غضون اثنى عشر عاماً، وإذا حافظ على مدفوعاته المنتظمة، وهي عملتان فضيتان كل أسبوع، فإن التاجر سيعطيه أربعة آلاف قطعة من الفضة، ويا له من مقدار كافٍ لتأمين ضرورات الحياة في البقية الباقية من حياته.
ومن المؤكد أنه عندما تدفع مثل هذه الدفعات الصغيرة بانتظام، فإن ذلك سيعطيك نتائج مربحة، لا يستطيع أي إنسان أن يتخلى عن ضمان ثروة كبيرة يدخرها لأجل شيخوخته ولأجل حماية عائلته من بعده، مهما كانت درجة ازدهاره في عمله وفي استثماراته.
كم وددت لو تحدثت في هذا الشأن أكثر من ذلك، إن في عقلي اعتقادًا راسخًا أنه في يوم ما سيأتي رجل حصيف العقل ويبتكر طريقة يستطيع بها الإنسان ضمان دخل ثابت له في المستقبل ولعائلته بعد وفاته، ومن وجهة نظري، فهذا شيء مرغوب فيه، كما أنصح بشدة في تطبيقه. وأنا أشعر بأنه في يوم ما ستوضع تلك الخطة موضع التنفيذ، وستكون نعمة عظيمة لكثير من الرجال لأن الدفعات الأولية الصغيرة التي سيضعونها بانتظام لأجل هذا الغرض ستصنع ثروة كافية لعائلاتهم بعد موتهم.
ولكن نظراً لأننا نعيش في يومنا الحالي وليس في الأيام التي ستأتي في المستقبل، لذا فيجب أن نستغل الوسائل والطرق التي يمكن بها تحقيق ما نصبو إليه، لذا فإنني أنصح كل الرجال بأن يعملوا، بالحكمة وباستخدام وسائل يتم تدبرها جيداً، على كسب الكثير من المال في سنواتهم الراشدة، إذ تعتبر المحفظة الخاوية بمثابة مأساة محزنة لرجل لم يعد قادراً على الكسب أو لعائلته بلا عائل لها.
هذه إذن هي الطريقة السادسة للتغلب على المحافظ الخاوية: وفر مقدماً من أجل احتياجاتك الشخصية في مرحلة الشيخوخة ولحماية عائلتك.
الطريقة السابعة
زد من قدرتك على الكسب
بدأ أركاد حديثه مع طلابه في اليوم السابع قائلاً: إنني سأتحدث إليكم اليوم ياطلابي الأعزاء عن أكثر الوسائل فعالية في التغلب على المحافظ الخاوية، وعلى الرغم من ذلك، فإني لن أتحدث عن المال ولكني سأتحدث عنكم أنتم، عن الرجال الجالسين أمامي ويرتدون ثياباً ذات ألوان عديدة، سأحدثكم عن هذه الأشياء الكامنة في عقولكم وفي حياتكم والتي تعمل مع أو ضد إحراز النجاح.
فمنذ مدة ليست بالطويلة، جاءني شاب أعرفه وطلب مني أن أقرضه بعض المال، وعندما سألته عن الحاجة الملحة التي يقترض من أجلها، شكا لي من أن إيراداته من العمل غير كافية للوفاء بنفقاته، وبناءً علىه أوضحت له بأنه لا يمتلك قدرة على اكتساب فائضاً ماليًا ليرد به القرض.
فحدثته قائلاً: إن ما تحتاجه أيها الشاب هو أن تكسب عملات أكثر، فما الذي تفعله حالياً كي ترفع من قدرتك على الكسب؟.
ُفأجابني قائلاً: كُل ما أستطيع عمله، فخلال شهرين فقط ذهبت إلى صاحب العمل وعرضت عليه ست مرات أن يرفع من أجري ولكن بلا فائدة، ولا يستطيع أي إنسان أن يفعل أكثر من ذلك.
إننا قد نسخر من سذاجة هذا الرجل، على الرغم من أنه يمتلك واحداً من أكثر المتطلبات فعالية لزيادة موارده المالية، فقد كان لديه رغبة قوية في أن يكسب أكثر، وقد كانت رغبة مميزة وجديرة بالثناء.
لابد أن يُسبق الإنجاز بالرغبة في تحقيقه، ورغباتك لابد وأن تكون قوية ومحددة، فالرغبات العامة هي مجرد أمنيات واهنة، إن الرجل الذي يتمنى أن يصبح غنياً، فتلك غاية تافهة، أما الرجل الذي يرغب في كسب خمس عملات ذهبية، فتلك رغبة واقعية يستطيع أن يثابر حتى يحققها، فبعد أن يُدعم رغبته في الحصول علىها بعزم قوي، سيكون بإمكانه بعد ذلك أن يجد طرقاً مماثلة للحصول على عشر عملات، ثم عشرين، وأخيراً ألف عملة، ولاحظ أنه سيصبح رجلاً غنياً حينذاك، وفي أثناء تعلمه كيفية الحصول على رغبة صغيرة ومحددة، درب نفسه للحصول على رغبة أكبر وهذه هي العملية التي يتم عن طريقها تجميع الثروة: فتبدأ بمبالغ صغيرة ثم بمبالغ أكبر كلما تعلم الإنسان وأصبح أكثر كفاءة.
الرغبات لابد وأن تكون بسيطة ومحددة، حيث تحبط أهدافها إذا كانت كثيرة جداً ومشوشة أو أكبر من قدرة الإنسان على تحقيقها.
وإذا أحسن الإنسان من أدائه في مهنته، فبالتالي ستزيد قدرته على كسب المال، ففي تلك الأيام التي كنت فيها ناسخاً متواضعاً أنقش على الألواح الصلصالية من أجل بضع عملات نحاسية قليلة في كل يوم، كنت ألاحظ أن هناك عمالاً آخرين ينجزون أكثر مني في العمل ويحصلون على مال أكثر، لذا فلقد صممت على ألا يتفوق عليّ أحد في هذا العمل، ولم أبذل جهداً كبيراً في التفكير حتى أكتشفت السبب في نجاحهم الكبير هذا، فبمزيد من الاهتمام بعملي، وبمزيد من التركيز في المهمة المنوطة بي، وبمزيد من المثابرة في مجهودي، أصبح هناك قلة من الرجال فقط هم من يستطيعون أن ينحتوا ألواحاً أكثر مني في اليوم الواحد، بقدر معقول من السعي، حصلت على مكافآت نتيجة لمهارتي المتزايدة، لذلك فلم أكن مضطراً إلى أن أذهب ست مرات إلى صاحب العمل كي أطلب منه أن يزيد أجري.
كلما زادت الحكمة التي نتعلمها، حصلنا على مال أكثر، فالرجل الذي يسعى إلى تعلم المزيد عن حرفته، سيحصل على مكافآت سخية، فإذا كان حرفياً، فلابد أن يسعى لتعلم المهارات الخاصة بحرفته من أمهر الحرفيين العاملين معه في نفس المجال، وإذا كان يعمل في مجال القانون، فلابد وأن يتشاور ويتبادل المعرفة مع الآخرين ممن يعملون معه في نفس المجال، وإذا كان تاجراً، فإنه يمكن أن يسعى باستمرار لجلب أفضل البضائع التي يمكن أن تباع بأسعار منخفضة.
إن شئون الإنسان دائماً تتغير وتتحسن، وذلك لأن الرجال الأذكياء دائماً ما يسعون لامتلاك مهارة أكبر حتى يتمكنوا من تقديم الخدمة على نحو أفضل إلى أولئك الأفراد الذين يعتمدون على رعايتهم لهم، لذا فإنني أطلب من كل الرجال أن يتقدموا باستمرار، ولا يتجمدوا في أماكنهم، وإلا سوف يتخلفون عن الآخرين.
وهناك الكثير من الأشياء التي تجعل حياة الإنسان ثرية من خلال الخبرات المتكسبة، فأشياء مثل التالية لابد وأن يقوم بها الإنسان إذا كان يكن لنفسه الاحترام والتقدير:
لابد أن يدفع الإنسان كل ما عليه من ديون مستحقة بأقصى سرعة ممكنة، وألا يشتري شيئاً لا يملك المقدرة على دفع المقابل له.
لابد أن يهتم بعائلته حتى يظنوا به ظناً حسناً ويذكروه بالخير دائماً.
لابد وأن يكتب وصية مسجلة حتى يتم تقسيم ثروته بطريقة صحيحة وشريفة بعد موته.
لابد وأن يكون لديه شفقة على أولئك الذين أنزل بهم الضرر والخسارة والبلاء بسبب حظهم العسير، وأن يساعدهم في حدود معقولة، ولابد أن يقوم بأعمال عطوفة ودودة نحو أحبائه.
ومن هنا، فالطريقة السابعة والأخيرة للتغلب على خلو المحافظ من المال هي أن تنمي كل قدراتك، وأن تدرس وتصبح أكثر حكمة: وأن تصبح أكثر مهارة، وأن تتصرف على نحو ينم عن احترامك لذاتك، وبتلك الوسيلة ستكتسب ثقة في نفسك تساعدك على تحقيق رغباتك المدروسة بعناية.
هذه هي الطرق السبع للتغلب على خلو المحافظ من المال، والتي أطالب كل الرجال الذين يسعون إلى الثراء بأن يعملوا بها، وذلك استناداً إلى الخبرة النابعة من حياة طويلة وناجحة.
إن بابل يا طلابي مليئة بمال أكثر مما تخيلون وهناك كمية وافرة للجميع.
انطلقوا وطبقوا تلك الحقائق التي تعلمتموها، وستعمل على أن تعيشوا حياة مزدهرة، كما ستنمي ثروتكم، وهذا هو حقكم.
انطلقوا وعلموا هذه الحقائق كل مواطن شريف يعيش تحت إمرة ملكنا المعظم، حتى يشارككم السخاء المتوفر في ثروات مدينتنا الحبيبة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.