قال عز وجل «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق» (53 فصلت) يحوي جسم الإنسان على 100 تريليون «مليون مليون» خلية داخل كل خلية من الخلايا التي لاترى بالمجهر العادي نواة صغيرة جداً تحوي داخلها على 23 زوجاً من الصبغيات «الكروموسوم». وعلى طول هذه الصبغيات توجد عقيدات صغيرة «لاترى بالمجهر الالكتروني تدعى بالمورثات الجينية «الجينوم» ويكمن في هذه الجينات السر الهائل للحياة والنوع وهي المسؤولة عن شيء معين ومحدد في جسمك وغيابها يؤدي إلى ظهور مرض معين، وقد استطاع العلماء أن يحددوا التركيب الكيميائي لهذه الجينات وان DNA أساس تركيبها وأن الحياة تبدأ منه والذي تصنع فيه الموروثات الجينية. والجدير ذكره أن في نهاية هذا العام سيبدأ معهد البحوث الجينية في ولاية ماريلاند الامريكية بطرح غير مألوف من الاقراص المدمجة CD لا تحتوي على برامج كمبيوتر أو ألعاب أو أغانٍ أو أفلام وإنما على الخارطة الجينية للشخص الذي يطلبها وكل CD واحد فيه ثلاثة بلايين ونصف البليون حرف من حروف الجينات البشرية والذي يصل عدد الجينات 100 ألف جين وقراءة خريطة كل شخص ستكشف نوع الأمراض المصاب بها، والتي ربما سيصاب بها في المستقبل قال تعالى «والله اخرجكم من بطون أمهاتكم لاتعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والافئدة لعلكم تشكرون» (78 النحل).. وفرز المرض يبدأ بفرز الجينات وفرز الجينات يبدأ بفرز الخلايا التي يبلغ عددها مائة تريليون خلية في كل جسم بشري والخلية تحتوي على مائة ألف جينة وكل جينة تختلف في ترتيبها وفي تنسيقها من خلية إلى أخرى ولهذا تختلف خلية القلب عن خلية الرئة عن خلية الدماغ وهكذا في باقي خلايا جسمك وهذا الاختلاف حسب ترتيب وتنسيق جينات كل خلية وبالرغم من هذا كله العلماء يقولون: إن البحوث الطبية عبر التاريخ اكتشفت واحداً في المائة فقط ، وإن أمامنا تسعة وتسعين في المائة وهناك تشابه بين جينات الإنسان والفأر بنسبة 97% وان نسبة أكبر من ذلك تشابه جينات القرد وان عدد جينات الإنسان ضعف عدد جينات وذبابة الفاكهة، وان جينات الإنسان تختلف من شخص إلى آخر بنسبة واحد في الألف وهنا الاختلاف ليس في الجينات ولكن في ترتيبها وتنسيقها قال تعالى « ومامن دابة في الأرض ولاطائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم» (38 الأنعام). وقال أيضاً «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير» (13 الحجرات). وإلى الآن لايزال العلماء في بداية الطريق بالرغم من اختراعهم الكمبيوتر الذي يقدر على إجراء ترليون ونصف الترليون عملية حسابية في الثانية الواحدة لكنه لايقدر على تقليد ماتفعله خلية واحدة ناهيك عن بقية جسمك قال تعالى «صنع الله الذي اتقن كل شيء انه خبير بما تفعلون» من النحل ولكن توجد بعض العقول الشيطانية التي تتلاعب بالجينات سواءً الإنسانية أو الحيوانيةأو النباتية أو الجرثومية عن طريق حذف أو اضافة أو نقل جين من خلية إلى أخرى في نفس الكائن أو مختلف عنه ولن يمر وقت طويل في أن نرى ونسمع عن أشياء لم تخطر بذهن بشر مثل جنون البقر والاستنساخ أما النبات فإنه تم بالفعل التلاعب بجيناتها ومانراه اليوم في الاسواق من خضروات وفواكه يختلف كلياً عما كنا نعرفه قبل 15 أو 20 وحتى 30 سنة والاختلاف تقريباً في كل شيء سواء في الطعم والحجم أو الشكل أو اللون وأيضاً أصبحت متوفرة في كل الفصول وما ذلك إلا نتيجة لزراعة بذور معدلة وراثياً وتوجد اليوم بذور تنتج أكثر ماتنتجه البذور المحلية وبذور أخرى تقاوم البرد وغيرها تحتاج إلى كمية ماء أقل وكل هذا إلا نتيجة للتدخل في نواة الخلايا والتلاعب بجيناتها. أما الفيروسات والبكتيريا والجراثيم الأخرى فإن البشرية بدأت تحصد ثمار تلاعب الإنسان بجيناتها مثل مانسمعه اليوم عن الجمرة الخبيثة وفيروس السارس والايدز وآخر فيروس انفلونز الطيور. وقد أصبح السلاح البيولوجي من أخطر الأسلحة وأقلها كلفة وماهو إلا نتيجة لتخلي الإنسان في جينات الكائنات الدقيقة بادخال صفات جديدة لها أو حذف صفات أخرى منها حتى تصبح أشد فتكاً وأكثر انتشاراً أو مقاومة ولا أحد يدري إلى أين سيقودنا تدخل الإنسان في ماخلق الله سبحانه وتعالى. وتغير الصفات الوراثية للإنسان والحيوان والنبات والجراثيم. وقال الله عن إبليس «لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً «118» ولأضلنهم ولامنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطن ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً «11 وفي الأخير.. تبقى التساؤلات الكثيرة إلى أين؟! وماهي الغاية من كل ذلك؟! وهل سيكون لخير الإنسانية أم لفائدة عدد محدود من الشركات والدول العملاقة؟! وهل الجشع المادي والفضول العلمي سيؤديان في النهاية ألى أن يدمر الإنسان نفسه بنفسه سواء عن طريق الغطاء غير المقصود، أو عن طريق العقول الشيطانية المريضة التي تمتلك مقدرات هائلة؟!