الشعر عنده رسالة عشق ومحبة وإخلاص، إنه الشاعر القادم من منطقة الزبيرة، أرض الشعر والشرح والرقصة الزبيرية الشهيرة، اعتقد إنكم عرفتم من أقصد إنه الشاعر المبدع فؤادالزبيري الذي التقيناه وكان لنا معه هذا الحوار. * من هو فؤاد الزبيري الإنسان؟ شخص بسيط في منتهى الشفافية والوضوح.. يقلقه الإنتظار وتستفز مشاعره دمعة تدحرجت على خد مظلوم..يتماهى عشقاً لكل ماله صلة بالجمال يحب الخير لكل الناس يكره الكذب والنفاق عاش يحلم بوطن جميل خالٍ من القُبح الذي يضيّق الخناق فأنسلتْ من بين اصبعه تلك الأحلام وتلاشت وبقي القُبح سيد كل الجهات. * كيف كانت بدايتك مع هذا العالم اللامتناهي الذي يسمى الشعر؟ كانت متواضعة ككل البدايات من خلال المحاولات المتكررة في مراسلة صفحات بريد القُراء في بعض الصحف والمجلات ثم المساهمة في صفحات الأدب التي كنتُ أتلقى من المشرفين عليها بعض النُصح والتوجيه وأذكر من هؤلاء الاستاذ عبدالرحمن بجاش، المرحوم عبدالحبيب سالم مقبل، الأستاذ محمد جسار، الأستاذ محمد القعود. * كونك من منطقة «الزبيرة» المشهوره برقصاتها المتميزه وشعرائها الكبار مثل عبده عثمان.. والكاتب الكبير الراحل عبدالحبيب سالم ماذا تعني لك هذه المنطقة؟ هي ملاذي الذي أرتمي في أحضانه كلما شعرتُ بالحنين هرباً من صخب المدينة وضجيجها، وتعني لي الطيبة والتكافل المتمثل بأناسها الطيبين وهي قبل هذا مسقط رأسي الذي أعتز به، وعلى ذكر الرقصة «الزبيرية» فهي رقصة تراثية مشهورة بجمال إيقاعها في كل محافظة تعز.. حتى إن الفنان القدير «أيوب طارش» استلهم من إيقاعها لحناً لإحدى أغاني الزفاف. ماذا يمثل لك الشعر؟ يمثل لي الشعر فضاءً واسعاً من خلاله أرى ملا يراه الآخرون.. وأسمع مالا يسمعه الآخرون أيضاً فهو ترجمان إحساسي كلما شعرت بالبوح بما يختلج بوجداني وبه تسمو النفس تهذيباً وجمالاً. * لماذا الشعر.. وما مدى فعاليته في المجتمع؟ للشعر حضور أزلي طالما بقي الحب مُشاعاً بين الناس وما زال للشعر دور ريادي على بقية الفنون وهو جوهر اللغة المخاطب للوجدان والحاضن لسحر التعبير والبيان ولأن مهمته سبر غور الأشياء وإبرازها كجواهر ثمينة بين يدي المتلقي فالشاعر كالغواص الذي يغوص قاع المحيطات ليستخرج للناس اللؤلؤ والمرجان فهو يغوص في مفردات اللغة ليستخرج منها درر القول في أزهى حُلةٍ لا تخلو من موعظةٍ أو حكمة وكما قال أدونيس الشعر فاتحة العقول. * أين تكمن معضلة الشعر؟ وماذا عن شعر الحداثه؟ معضلة الشعر تكمن في هؤلاء الذي يسمون أنفسهم شعراء وليسوا كذلك فقد جعلوا من الشعر مهنة للتزلف والنفاق وأداةٍ للكسب والارتزاق. أما الحداثة فهي تعني التجديد الخلاق الذي يساير العصر بحيث تجعل من التراث رافداً تتزود به لإثراء التراث الإنساني بروافد جديدة تعزز من دوره في المجتمع وهي تعني الحداثة كما قال الشاعر تريستان تازار،، منتقداً بعض الحُداثيين حيث يقول اختر مقالاً من جريدة يوازي طول القصيدة التي تريد كتابتها.. اقطع المقال ثم وباهتمام قص كل كلمات المقال وضعها كلها في كيس.. خضّها جيداً.. بعد ذلك خذ كل أقصوصة واحدة تلو الأخرى أنقلها على الورق بالنظام الذي اخرجتها منه من الكيس عندئذٍ تحصل على قصيده. * لماذا أنت مقل في النشر؟ يعود ذلك إلى طبيعة عملي الذي يجعلني منصرفاً كلياً إليه فلا أجد الوقت الكافي للكتابة ومن ثم النشر هذا جانب.. الجانب الآخر ليس لي علاقة وثيقة مع أكثر المشرفين على الصفحات الأدبية فالعلاقات الاجتماعية في هذا المجال تلعب دوراً مهماً للشاعر. * لماذا لم يصدر لك ديوان حتى الآن؟ العائق الأساسي في عدم صدور ديوان لي حتى الآن هي التكاليف المادية التي يتوقف عليها ظهور مثل هذا الديوان إلى النور وعدم وجود جهة تقوم بتمويل هذا العمل صحيح أن هناك مؤسسات ثقافية موجودة على الساحة لكنها تتسابق لطباعة أعمال الشعراء الكبار وتغض الطرف عن الأخذ بيد الشعراء الصغار. * ترى ما هي أسباب كثرة الشعراء.. وقلة الشعر؟ بالعكس يجب أن يكون السؤال كالتالي: ما هي أسباب كثرة الشعر .. وقلة الشعراء فأنا أرى أن هناك كثيراً جداً يصم الآذان أنظر إلى غالبية الصحف الكل يقول شعراً أو شعيراً ولكن أين الشعراء لا تجد إلا القليل ممن تستطيع أن تلقبهم بالشعراء الحقيقيين الذي يحملون راية الشعر عن جدارة وإستحقاق لأن الشعر لم يكن يوماً مهنة العاطلين. * ما هي برأيك المعوقات التي تقف أمام المبدع؟ المبدع جزء من المجتمع فإذا لم تتوفر له سبل العيش الكريم من خلال توفير الوظيفة له ليعيش هادئ البال حتى يتفرغ لإبداعاته وهو قرير العين فالبطالة التي يعيش مرراتها أغلب المبدعين والفاقة التي مر بها أغلب هؤلاء المبدعون هي العائق الأكبر الذي أوصل البعض وهو أكثر شفافية من شرائح المجتمع أوصلهم هذا الجنون والأمثلة كثيرة في هذا الجانب. * كيف تقيم المشهد الثقافي اليمني بشكل عام والشعري بشكل خاص؟ أعتقد أن المشهد الثقافي الآن أفضل حالاً من ذي قبل فهناك فعاليات تتبناها المؤسسات الثقافية وإن كانت تتسم بالطابع المناسباتي.. إلا أنها خطوة مهمة لعمل حراك ثقافي أشمل وأوسع بحيث لا يقتصر الدور على بعض الجهات الرسمية وإنما إفساح المجال لمشاركة الرأسمال الوطني في انتشال الواقع الثقافي من عوائق انطلاقهِ إلى فضاءات أوسع من خلال إقامة المنتديات أو الصوالين الثقافية كما هو حاصل في دول الجوار وهي قفزة طيبة لإشاعة المعرفة على المستوى الشعبي وأكثر ما يلفت الانتباه في المشهد الثقافي اليمني هو وجود هذا الكم من الشاعرات اليمنيات اللواتي بدأن يؤسسن لصوتٍ نسائي مسموع في اليمن وفي البلدان العربية. أما المشهد الشعري بشكل خاص فقد كان الأوفر حظاً من خلال اقامة مهرجانات وفعاليات كملتقى الشعراء في صنعاء الذي استطاع أن يجمع إليه الشعراء من كل الدول العربية وهذا يدعو للتفاؤل بإقامة المزيد والمزيد في ظل وجود وزير مثقف «للثقافة». * ماذا أعطاك الشعر.. وماذا أخذ منك؟ أعطاني حُب الناس واحترامهم كوني أُعبر عن همومهم في حدود إمكاناتي المتواضعه وأخذ مني الكثير من اعتمال الفكر وراحة البال حيث يظل الشاعر أغلب وقته يتقلب على جمر القلق إيذاناً بولادة قصيدة جديدة بعد مخاضٍ عسير. * هل جربت كتابة القصة القصيرة.. أو المقالة ولماذا؟ أكتب بين الحين والآخر بعض المقالات وإن كانت قليلة فهي في الغالب تتناول بعض السلبيات التي تحدث في بعض المرافق أو لفت انتباه لمؤسسة أو جهة ما حيث كما ذكرت آنفاً لا أجد متسعاً من الوقت كي أتواصل مع القراء بشكل مستمر.. أما القصة فلم أخوض غمارها. * لو طلبت منك مقطعاً لآخر قصيدة كتبتها ماذا تقدم للقارئ؟ - لم أكن من قبل أدري ما الضياع؟ حين سجلتُ طقوس البُعد فابكيتُ البراع احتواني همسها والدمع يهمي فوق خديها شعاع فاشعلت في خافقي جمر الوداع