مدينة الشحر، محافظة حضرموت.. إحدى الموانئ التاريخية الأولى، ويعتبر من أقدم الموانئ في الجزيرة العربية، وتكمن شهرة هذا الميناء البحري المهم تجارياً. ومن أهم أحداث هذه المدينة التاريخية كما يرويها المؤرخ اليمني الكبير محمد عبدالقادر بامطرف الغزو البرتغالي على مدينة الشحر عام 1522م حين تمكن المواطنون في هذه المدينة الباسلة من صد هذا الغزو البرتغالي، حيث سجل التاريخ بكل فخر واعتزاز الموقف البطولي لأبناء هذه المدينة وبسالتهم النادرة في صد هذا الغزو البرتغالي الغاشم، حيث سقط العديد من الشهداء ومن بينهم السبعة الشهداء وهم من كبار العلم. ومن المعالم التاريخية في هذه المدينة سدة العيدروس، وهي البوابة الكبرى في الجهة الشمالية لمدينة الشحر، وسدة الخور من الناحية الغربية. وقد كان يحيط بالمدينة سور عظيم يحميها من الغارات، إضافة إلى حصن ابن عياش الذي بني على الطراز الهندي عام 1868م، والذي تحدث عنه المؤرخ بامطرف في مؤرخه الموسوم بسور الشحر. ومن المعالم الأخرى قصر دار ناصر، ومن أقدم مساجدها القديمة جداً جامع الشحر الكبير الذي بني في السنة العاشرة من الهجرة، وقد بنته وشيدته قبيلة كنده الحضرمية بعد وفودها على النبي صلى الله عليه وسلم. ومن أشهر علماء ومؤرخي مدينة الشحر بحضرموت عبدالله بلحاج بافضل صاحب المقدمة الحضرمية، والشافعي الأصغر عبدالله بن عمر بامخرمة، ومحمد عمر بحري صاحب الحديقة الأنيقة. ومن المؤرخين محمد عبدالقادر بامطرف وعبدالرحمن عبدالكريم الملاحي والباحث اليمني عبدالله صالح حداد والشاعر اليمني الكبير حسين بن أبي بكر المحضار. ومن أشهر الحرف في هذه المدينة الحدادة وصناعة الحلي والفضة والخياطة والحياكة في عمل النسيج الذي يمتاز بالروعة والجودة، إضافة إلى صناعة الحلويات. ومن أهم جبالها الجبل الشامخ الذي يحتضن المدينة من جهتها الشمالية الشرقية جبل ضبضب العظيم الذي عناه شاعرنا المحضار في إحدى غنائياته.. وهو علم شامخ صامت وناطق لتاريخ المدينة، وفيه آثار وسراديب ومغارات. وأغلب مهنة أهالي الشحر وحتى يومنا هذا صيد الأسماك. هذا وقد شهدت مديرية الشحر وبعد تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م العديد من المشاريع التطويرية والاقتصادية والتربوية والتعليمية والطرقات، حيث توسعت الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه والمدارس، وكذا مستشفى الشحر، إضافة إلى ما شهدته مدينة الشحر كغيرها من مدن حضرموت الرئيسية المكلا وسيئون وغيل باوزير وشبام من نهضة عمرانية هائلة، إضافة إلى شبكة الطرقات والاتصالات ونهضة ملموسة على صعيد النواحي الأخرى من بينها ميناء الشحر والمجمع الحكومي والسوق المركزي للخضار والفواكه والأسماك. ومن أشهر الأسماء التي عرفت بها مدينة الشحر «سعاد وأم اليتامى والزبينه». ومن أهم صادراتها اللبان عبر مينائها البحري، وقد عناها أحد الشعراء في قصيدة له يقول في أهم أبياتها: اذهب إلى الشحر ودع عمانا إن لم تجد تمراً تجد لبانا