«17طالباً أصماً بتعز يناشدون وزير التربية والتعليم»..عنوان لخبر سُطر على صفحات صحيفة الجمهورية في عددها ال«13952»بتاريخ الثالث عشر من يناير حمل في جعبته مناشدة ورجاءً حاراً من الطلاب المعاقين سمعياً والذين يعتبرون أول دفعة من نوعها على مستوى الجمهورية تتخرج من الثانوية العامة لوزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي مطالبة إياه بالإسراع في إيجاد الحلول لمشكلة الامتحانات التي تواجههم... خاصة وأنهم في مرحلة حساسة هي مرحلة الثانوية العامة ويفتقرون إلى وجود مدرسين ومدرسات ذات مؤهلات خاصة للتعامل مع طلاب ذوي احتياجات خاصة مثلهم..بالإضافة إلى عدم وجود منهج دراسي خاص بهذه الفئة التي تعتبر جزءاً مهماً من نسيج المجتمع لا يجوز بأي حال من الأحوال إغفاله..وعدم ملاءمة طريقة الامتحانات الموجهة للطلاب العاديين وقدراتهم الخاصة التي تتطلب امتحاناً من نوع خاص.. الموضوع ومنذ تلك الفترة لم يبرح مكانه..ولم تتزحزح المشكلة قيد أنملة..ولم يتم وضع أي حل حتى كتابة المادة مما يهدد مستقبل أولئكم الطلاب بضياع سنوات الدراسة السابقة سدى ...وهم في أمس الحاجة لشهادة كهذه تعينهم على قسوة الحياة ومعتركها...«طباشير» قامت بالتواصل مع الجهات المسؤولة وذات العلاقة سعياً منها لتحريك المياه الراكدة،ولفت الانتباه لإنقاذ مستقبل الطلاب الصم عموماً.. رسائل مصيرها الإهمال كان لقاؤنا ابتداءً مع المحامي سامي الجبلي الموكل رسمياً من أولياء أمور الطلاب الصم والبكم بهدف ايجاد حل لامتحاناتهم وتقدير ظروفهم الخاصة الذي عرض علينا المشكلة موثقة بالمستندات اللازمة والرسائل التي تخاطب المسئولين وأصحاب الشأن ابتداءً بمعالي وزير التربية والتعليم ومروراً بوكيل وزارة التربية والتعليم بصنعاء المختص بالامتحانات الثانوية والمسؤول في قطاع المناهج والتوجيه، وانتهاء بمدير عام مكتب التربية والتعليم بتعز... ويقول المحامي سامي إن عديد الرسائل أرسلت إلى الجهات المختصة لوضع حل لمشكلة ابنائنا إلا أن مصيرها كان سلة المهملات تحت مبرر أن المسألة لاتدخل في اختصاصات أي جهة سوى المسؤولين عن الامتحانات حتى لو كان وزير التربية !! فالذي يقرر ذلك هو وكيل الوزارة. تفاوت المدارس ويضيف وكيل أولياء أمور الطلاب الصم إن عدداً من الأولياء تقدموا بنقل أبنائهم من مدارس لاتتوفر فيها كفاءات تعليمية تتعامل جيداً مع حالات أولادهم الخاصة إلى مدارس تمتلك معلمين مؤهلين في تدريس الصم والبكم كمجمع صينة التربوي،الذي وافقت إدارته على نقل الطلاب الصم من مدارسهم السابقة إلى المجمع.إلا أن هناك جهات عرقلة العملية دون أي مبرر!! ونظراً لذلك قمنا برفع مذكرة وطلب إلى الدكتور مهدي عبدالسلام مدير عام المكتب بتعز للتدخل إلا أن الرد لم يصلنا إلى الآن. معاناة لاتنتهي.. ويذكر أن أهم مايعانيه الطلاب الصم حالياً هو عدم ملائمة المنهج المدرسي الحالي لقدراتهم الذهنية باعتبار أن المنهج المدرسي يصعب فهمه على طلاب لديهم خمس حواس كاملة فكيف الحال لمن هم فاقدي السمع؟!..بالإضافة إلى نقص كادر التدريس المؤهل لتدريس الصم بلغة الإشارة..وعدم توفر الوسائل التعليمية الخاصة بهم. مشيراً إلى أهمية حاسة السمع وتفضيلها على حاسة الإبصار وتسببها لأعراض النسيان والتأخر في التفكير العقلي وأهميتها كوسيلة أساسية من وسائل التعلم. بين يدي المسؤولين «طباشير» تواصلت مع عدد من المسئولين ومن بيدهم مفاتيح الحل والعقد لتتبع مسار المعضلة..حيث حاولت الاتصال بالدكتور عبدالعزيز بن حبتور نائب وزير التربية والتعليم رئىس اللجنة العليا للامتحانات بصفته المختص الأول بهذا الشأن إلا أنه كان في سفر عمل خارج اليمن.. من جانبه أكد الدكتور مهدي عبدالسلام مدير عام مكتب التربية والتعليم بتعز الاهتمام الكامل بقضية الطلاب المذكورين حيث قال ل«طباشير».. إن مكتب التربية تسلم مذكرة مرفوعة من أولياء أمور الطلاب وأوليناها كل الاهتمام ،قمنا بتكليف مدير إدارة التربية الشاملة والذي تقع تحت اختصاصه مثل هذه الأمور بالطلوع إلى صنعاء واللقاء بالمسؤولين وعمل اللازم. وأضاف مدير عام تربية تعز إن سياسة الوزارة في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة سياسة مرنة ومتعاونة وانطلاقاً من تلك السياسة يمكن تخصيص حالات استثنائية يتم التعامل معها بشكل خاص..وهذا مالمسناه من قيادة الوزارة في أكثر من مناسبة وخاصة فيما يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة...وكلنا أمل ويقين من التعامل الاستثنائي مع حالات الطلاب وعمل اللازم لهم. لاشيء حتى الآن كما تواصلنا مع الاستاذ أحمد الوجيه مدير إدارة التربية الشاملة المكلف بمتابعة الموضوع من المختصين والذي أكد أن ما أعاق الخروج بنتيجة هو سفر نائب وزير التربية والتعليم رئىس اللجنة العليا للامتحانات إلى الخارج حيث يلزم التوجيه منه مباشرة للبت في الأمر وعليه فإن وضع حل للمشكلة قد تأجل حتى حضور رئيس لجنة الامتحانات. وعلى ضوء ذلك حاولنا التواصل مع الاستاذ جميل الخالدي وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج والتوجيه بالوزارة والمختص بمسألة الامتحانات الثانوية العامة إلا أنه ورغم رده على اتصالنا ألات أنه لم يعطنا الأجابة على استفساراتنا وتساؤلاتنا وما تم عمله حتى الآن بهذا الخصوص. نماذج خاصة للامتحانات الاستاذة آمال الشميري موجهة قسم الصم في مكتب التربية بتعز والمشرفة السابقة على الصم في مجمع صينة التربوي قالت: إن عدداً من المذكرات والمناشدات أرسلت إلى الأخوة في الوزارة لعمل امتحان خاص لأول دفعة على مستوى الجمهورية تمتحن الامتحان الوزاري الثانوي وطالبنا فيها إما بعمل نماذج خاصة من موجهين متخصصين في صنعاء أو أن تنزل لجنة إلى تعز أو أن تتاح لنا الفرصة بإعداد أسئلة خاصة بالطلاب في تعز كما تم لنفس الطلاب قبل ثلاث سنين وهم في الصف التاسع في شهادة التعليم الأساسي. واشترطت أن يتم الأمر بمساعدة مدرسين من مدارس الدمج «دمج الطلاب الصم بالطلاب العاديين» والتقاء المدرس مع مدسر الصم لمناقشة الأمر.. وطرحت علينا مشكلة تخوف وتهرب بعض المدرسين من تدريس هذه الفئة تحت مبرر عدم معرفتهم للغة الإشارة،وهذا مبرر غير مقبول باعتبار أن مكتب التربية يتكفل بتأهيل المعلمين غير المؤهلين ويقوم بتدريبهم حتى يكونوا عند مستوى الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. رسالة صرخة نوصلها إلى من يهمه الأمر عبر «طباشير» الطلاب هؤلاء هم أولادنا ومستقبلهم مناط بنا،إن تحركنا لنضمن لهم هذا المستقبل،أما إن أهملنا هم فسنكون نحن اعداؤهم في المستقبل ،فلا فرق بينهم وبين أقرانهم من الطلاب العاديين..لافرق إطلاقاً لا في القدرات ولا في المواهب..فالأمر إلى من يقدر على تخليص قضيتهم...أمام وزير التربية والتعليم وأمام نائبه رئيس اللجنة العليا للامتحانات أن يضعوا حلاً..أو كما قالت إحدى المختصات اتاحة الفرصة لمدرسي تعز المتخصصين بوضع نماذج خاصة كما تم قبل ثلاث سنين...رسالة الطلاب ننقلها أمامكم..