الفجر الراعش تحت زخات المطر .. يتسلل إلى الداخل عندما كان جسدها يترنح متدثرا بالملابس الثقيلة وهي تجثو أمامه لفحتها ريح باردة .. وصوت ارتطام ظلفتي النافذة ، واصطفاق الستارة جعلها تهرع إلى النافذة لملمت معطفها الشتوي حول رقبتها تفاديا لحبات المطر النزقة .. وقد غدت نثيثا خافتا .. يرشق قامتها المتطاولة .. مع ارتعاشات الشجيرات الفتية.. أدخلت كفيها بين القضبان الحديدية .. تحت قطرات المطر .. ((هناك احتمال واحد لاجتياز هذا العالم ؟!! لف جسدها بين ذراعيه ، واغمد وجهه في شعرها الأسطوري .. تملصت بنعومة وغنج .. نحن في الشارع قد يرانا أحد . ليرانا أنت زوجتي أعشقك بالطريقة التي أحب ... كانا قد اجتازا الباب الخارجي .. فذاب رده تحت زخات المطر .. ركضت وراءه واجفة ،، تحكم ظفر جديلتها .. انتشل خصلات الشعر المبتل بلطف من بين أصابعها دعيه يحتضن المطر فكلاهما يحب الآخر بددت خطواتهما سكون الليل المطير ، يشع جسديهما بوميض البرق الخاطف ، وكمهر صغير تجفل فيحتضنها حنانا يعجزها تماما .. يوقفها قبالته ، ثم ينثر شعرها حول جيدها المحموم بدفق الحياة .. يضع وجهها بين يديه ويقبلها بخشوع . سوف اقتل من يأخذك مني .. حتى وان كان المطر .)) مع انبثاقات الضوء المنسكب على قبر مزركش .. ارتفع في وسط الغرفة الصغيرة .. توقف فيها همس جمعته من أجله .. فأحرقت المزيد من البخور وكنست الأرضية .. ثم أغلقت النافذة الصغيرة .. تعرف تماما أنها تتشاغل بأشياء صغيرة ، عن الجلوس بين يديه وأحراق الشمعتين حول رأسه .. وغسله بالدموع .. لكن أشياء كثيرة جفت في داخلها .. الحزن ، ووحشة الليالي سكنت شراييني .. حتى لقائي بك ..؟ أنها المرة الأولى التي اّتيك لوحدي .. أنه المطر ياحنين أيامي .. دعاني إليك ..( وعتابك يصلني في كل الأوقات ). لماذا جف دمعك؟ لم يجف .. لم يجف ارتجفت مقتربة من رقدته الأبدية .. نزعت عنها معطفها الثقيل .. وتحررت من ملابسها وجسدها ينفر باختلاجات خجولة ، وجلة .. فأحست دفئا لذيذا يتسلل إليها..امتدت يديها إلى نهديها النافرين .. لازالت فيها دغدغات شفتيه ووقع جسده .. جاءتها رائحته العبقه فمضت يداها مسافرة بين ثنايا الجسد المهجور.. تمددت عليه ( أجفلت : لاتنحني عليه كثيرا .. أجساد الموتى لاتتحمل ثقل الأحياء ..) آه بأمي .. سحقا للمكابرة ، ماعدت أحتمل.. حاولت احتواء البناء الصلد .. فانغرزت النتوءات الحادة في لحمها اللدن .. طوقت الشاهدة بين ذراعيها زرعتها بالقبل .. ثم باعدت بين ساقيها .. ضاغطة حياتها المحرومة على الزوايا الحادة .. في التحام كامل مع تكوينات القبر القاسية .. لأول مرة أحست إنها............ ولكن .. .. لا .. غدائري التي تعشقها .. إنها معك منذ ذلك الوقت قصصتها من الجذر وجعلتها تنام بين يديك . كم احتاج إليها الآن . . لكنها معك في لحظات أحست بسعادة غامرة بالبشر .. وعيناه ترقبانها .. تداعبانها .. ترقبانها .. ترقبانها.. ياه ولكن .. ولكن .. في لحظات .. أحست أن عينيه قلقة .. مفجوعة.. مشلولة .. ارتدت حذاءها ومعطفها .. ثم وعلى عجل ركضت إلى الخارج .. وعندما أغلقت الباب حانت منها التفاتة خجلى إليه .. ذهلت .. كانت ظفيرتاها ترقدان على القبر تسارعت خطواتها في الخارج وهي مملؤة بالأسى على صبرها الذي خانها والزمان