اتهم مواطن يمني عناصر من أجهزة الاستخبارات الأميركية بتعريضه لمختلف أنواع التعذيب خلال السنوات الثلاث التي أمضاها في سجون سرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي.اي.ايه»، وذلك في شهادة نشرتها منظمة العفو الدولية. وروى خالد عبده أحمد صالح المقطري (31 عاماً) لمنظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقراً لها كيف اعتقله جنود أمريكيون في العراق في كانون الثاني يناير 2004م مع نحو ستين شخصاً آخرين حسب ما روى، ونقلوه بعدها إلى سجن أبو غريب العراقي حيث صنف في خانة «المحتجزين الأشباح». ويصف المقطري لمنظمة العفو الدولية أعمال العنف التي تعرض لها، ومنع السجناء من النوم، وأعمال الترهيب بواسطة الكلاب وإنزال حرارة الجسد إلى درجات منخفضة، إضافة إلى أنواع أخرى من التعذيب.. ويروي كيف قام ثلاثة رجال بضربه داخل غرفة صغيرة بعد أن أجبر على الوقوف عارياً على كرسي أمام مكيف يبث هواءً شديد البرودة وهو يحمل صندوقاً من زجاجات الماء. كما يروي أنه غالباً كان يجبر على الغطس في ماء بارد ما يجعله بعدها غير قادر حتى على الوقوف وهو يرتجف من البرد. ويقول المواطن اليمني إنه كان يعلق من رجليه ويداه موثوقتان وراء ظهره ويتم إنزاله بواسطة حبل في الماء ثم إخراجه منها.. وبعد إخضاعه لتسعة أيام من الاستجوابات في أبو غريب نقل الشاب اليمني إلى أفغانستان على متن طائرة خاصة بوكالة «سي.اي.ايه» تؤكد منظمة العفو الدولية أنها عثرت على معلومات عن رحلتها هذه تؤكد صحة أقوال اليمني. وفي أفغانستان تعرض المقطري لأنواع إضافية من التعذيب فكان يمنع من النوم ويعرض للبرد والحر ويجبر على وضع الأصفاد لساعات طويلة ويعرض لأضواء أو أصوات عالية جداً. وفي نهاية نيسان أبريل 2004م نقل المعتقل اليمني إلى موقع سري آخر لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قد يكون في أوروبا الشرقية حسب منظمة العفو الدولية، وهناك احتجز لمدة 28 شهراً قبل أن يعاد إلى اليمن حيث بقي في السجن حتى أيار مايو 2007م. وتقول آن فيتزجيرالد المستشارة الخاصة لمنظمة العفو الدولية إنه طوال الأشهر ال32 التي سجن خلالها لم يقل أحد للمقطري مكان اعتقاله ولا سبب احتجازه. وأضافت: لم يسمح له بالاتصال بمحامٍ ولا بعائلته أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولا حتى بأي شخص باستثناء الأشخاص الذين كانوا يشاركون في استجوابه أو في نقله من مكان إلى آخر.. وهذا يعتبر خرقاً فاضحاً للواجبات الدولية المفروضة على الولايات المتحدة. البنتاغون: عشرات الاستجوابات قد صُورت وفي هذا الصدد ذكر مسئولون عسكريون الخميس الماضي أن تحقيقاً أجرته وزارة الدفاع الأميركية كشف عن وجود عشرات التسجيلات لاستجوابات معتقلين، يظهر أحدها سجيناً كمم فمه لمنعه من تلاوة آيات قرآنية.. وقد أمر مساعد وزير الدفاع المسئول عن الاستخبارات جيمس كلابر أواخر كانون الثاني يناير بالتدقيق في الممارسات العسكرية على صعيد الاستخبارات، بعد الكشف عن تلف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أشرطة فيديو حساسة.. وأفاد تقرير جامعي صدر في شباط فبراير ويستند إلى وثائق رسمية، عن تصوير أكثر من 24 ألف استجواب لإرهابييين مفترضين أجري في غوانتانامو. وقال جوف موريل المتحدث باسم وزارة الدفاع إن ما وجدناه هو أن استخدام تسجيل أشرطة الفيديو ليس منتشراً.. لكن الوحدات العسكرية التي استخدمت هذه الوسيلة لتسجيل الاستجوابات قد تلقت الأمر بتلف أشرطة الفيديو خلال 90 يوماً.. إلا إذا توافر سبب للاحتفاظ بها، كما قال المتحدث الآخر باسم وزارة الدفاع بريان وايتمن. وأضاف موريل: بالتأكيد، إذا ما توافر أي دليل إلى سوء المعاملة، فسيكون ذلك سبباً وجيهاً للاحتفاظ بها. وأوضح أن 50 على الأقل من أشرطة الفيديو قد تم التعرف إليها حتى الآن، وتتعلق جميعها تقريباً باستجواب المعتقلين المشبوهين بالإرهاب جوزيه باديلا وعلي الماري في سجن نايفي بريغ العسكري في شارلستون (كارولاينا الجنوبية، جنوب شرق).. واعترف متحدث باسم وكالة الاستخبارات الدفاعية بأن أحد هذه الأشرطة يظهر الماري المواطن القطري المشبوه بأنه «مقاتل عدو» وهو يكمم من قبل الذين كانوا يستجوبونه.. وقال المتحدث دون بلاك إن فمه قد كمم.. وكان يتلو آيات قرآنية بصوت مرتفع مما أدى إلى التشويش على الاستجواب.. وطلبوا منه أن يتوقف، وقالوا له إنه إذا لم يتوقف عن التلاوة بصوت مرتفع، فسيكمم فمه. وأضاف: استمر في تلاوة الآيات القرآنية وأقفل فمه.. ولم يرد هذا الشخص أن يكمم فمه.. هل تعرض للضرب وهل صفع؟ كلا، هذا الشخص لم يتعرض لسوء معاملة جسدية. وأضاف: إنه الشريط الوحيد الذي يكشف عن معاملة مماثلة، موضحاً أن مدير وكالة الاستخبارات الدفاعية قد أعاد مشاهدة هذا الشريط.. وأوضح بريان وايتمن أن "مجموعة" من الأشرطة الأخرى التي صورت في قاعدة غوانتانامو الأميركية في كوبا قد تم الاحتفاظ بها بناء على أمر صادر في 2005م. وأضاف جيف موريل إن القيادة الأميركية للشرق الأوسط وآسيا الوسطى التي تغطي العراق وأفغانستان حيث اعتقل آلاف الأشخاص، لم تنهِ تحقيقها بعد، مشيراً إلى أنه "ينتظر تقريرها النهائي"، قبل أن يقدم مزيداً من الإيضاحات. وقال: "لكني في هذه المرحلة أعتقد أن تقويماً دقيقاً لعدد أشرطة الفيديو سيكون دون الخمسين".. وقد فتح تحقيق جنائي حول تلف أشرطة فيديو لعمليات استجواب عناصر من القاعدة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية. وفي أواخر 2007م اعترف مدير وكالة الاستخبارات الأميركية مايكل هايدن بأن أجهزته أتلفت في 2005م بضعة أشرطة سجلت في 2002م واستخدم فيها محققون تقنيات مثيرة للجدل. الفرنسية