قدم اليمني خالد صالح المقتري ( المقطري ) وصفا لتفاصيل اعتقاله لمدة ثلاثة أعوام في سجون سرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه)، أو ما أطلق عليه تسمية المواقع السوداء عبر العالم، كما اتهم الولاياتالمتحدة بممارسة التعذيب بحق السجناء وأخبر المقطري منظمة العفو الدولية أنه اعتُفل في زنزانة انفرادية لأكثر من 28 شهرا بدون توجيه أي تهم إليه أو الإتاحة له حق التمثيل القانوني وذلك في شهادة نشرتها منظمة العفو الدولية أمس , وقام جنود اميركيون في الفلوجة في العراق باعتقال خالد عبدو احمد صالح المقطري ،31 عاما، في يناير (كانون الثاني) 2004 مع نحو ستين شخصا آخرين، حسب ما روى لمنظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها. ونقل بعدها الى سجن ابو غريب العراقي حيث صنف في خانة المحتجزين الأشباح ويصف المقطري لمنظمة العفو الدولية اعمال العنف التي تعرض لها، كمنع السجناء من النوم، واعمال الترهيب بواسطة الكلاب وخفض حرارة الجسد الى درجات دنيا، الى جانب انواع اخرى من التعذيب. ويروي كيف قام ثلاثة رجال بضربه داخل غرفة صغيرة بعد ان اجبر على الوقوف عاريا على كرسي امام مكيف يبث هواء شديد البرودة وهو يحمل صندوقا من زجاجات الماء. كما يروي انه غالبا كان يجبر على الغطس في ماء بارد ما يجعله بعدها غير قادر حتى على الوقوف وهو يرتجف من البرد كما كان يعلق من رجليه ويداه موثوقتان وراء ظهره ويتم تغطيسه بواسطة حبل في الماء ثم اخراجه منها , وبعد اخضاعه لتسعة ايام من الاستجوابات في ابو غريب نقل الشاب اليمني الى افغانستان على متن طائرة خاصة بوكالة سي اي ايه , وتؤكد منظمة العفو الدولية انها عثرت على معلومات عن رحلتها هذه التي تؤكد صحة اقوال اليمني. وفي افغانستان تعرض المقطري لأنواع إضافية من التعذيب، فكان يمنع من النوم ويعرض للبرد ثم للحر ويجبر على المكوث بالأصفاد لساعات طويلة ويعرض لأضواء أو أصوات عالية جدا. وجاء كلام المقطري بعيد أيام من استخدام الرئيس الأميركي جورج بوش حق الفيتو ضد مشروع قرار قدمه الكونغرس مؤخرا ويحتوي على بند يمنع الاستخبارات الأميركية من استعمال أساليب التعذيب، كالإيهام بالغرق، ضد السجناء خلال التحقيقات المتعلقة بقضايا الإرهاب, وكان بوش قد قال، إن قراره ينبع من رغبته في منح المؤسسات الاستخباراتية جميع الخيارات اللازمة للتصدي لمحاولات الإرهابيين الذين يريدون إلحاق الأذى بأميركا وكانت وكالة سي آي إيه قد اعترفت مؤخرا بممارسة أسلوب «الإيهام بالغرق» المثير للجدل ضد المشتبه في أنهم إرهابيون. وفي نهاية ابريل (نيسان) 2004 نقل المقطري الى موقع سري اخر لوكالة الاستخبارات المركزية الاميريكية قد يكون في أوروبا الشرقية حسب منظمة العفو الدولية وهناك احتجز لمدة 28 شهرا قبل ان يعاد الى اليمن حيث بقي في السجن حتى مايو (ايار) 2007. وتقول آن فيتزجيرالد المستشارة الخاصة لمنظمة العفو الدولية انه طوال الاشهر ال32 التي سجن خلالها لم يقل احد للمقتري ( المقطري ) مكان اعتقاله ولا سبب احتجازه واضافت: لم يسمح له بالاتصال بمحام ولا بعائلته او اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولا حتى بأي شخص باستثناء الاشخاص الذين كانوا يشاركون في استجوابه او في نقله من مكان الى آخر, وهذا يعتبر خرقا فاضحا للواجبات الدولية المفروضة على الولاياتالمتحدة الشرق الأوسط