مؤخراً أثبتت الدراسات أن التدخين يعيق الأشخاص المدخنين لفترة طويلة عن التفكير السليم ويمنعهم من التركيز وينقص من ذكائهم ويعرض ذهنهم للبلادة.أظهرت الدراسات أيضاً أن السنوات الطويلة للتدخين تضعف قدرة الشخص على التفكير وتبطىء سرعته الذهنية ودقته إلى جانب دورها في انقاص معدل ذكائه. حيث تبين أن للتدخين تأثيرات مباشرة على الذاكرة من حيث القدرة على حل المشاكل والمسائل ودرجة الذكاء. ماجعلني أبدأ استطلاعي بهذه الدراسة هو مالاحظته في الآونة الأخيرة من زيادة نسبة المدخنين وخاصة في أوساط الشباب والمراهقين ماجعلهم غير قادرين على ممارسة الحياة بشكل طبيعي. شباب أدلوا بدلوهم في هذا الاستطلاع حيث توزعون مابين مدخن وغير مدخن.. وآخر رافض له ومتضرر منه أيضاً. إثبات الذات يقول محمد الصبري «الجامعة اليمنية» في الحقيقة أنا لا أدخن ومن أكثر الأشخاص تضرراً من التدخين سواء في الباصات أو «المقايل» أو حتى الجامعة، ويعتقد أن ضعف القيم لدى الشباب يعد العامل الأول لانخراط الشباب في التدخين ويؤكد انه السبب بالاضرار ولكنهم يصرون على الاستمرار فيه من باب التفاخر وإثبات الذات ولو على حساب صحته. زوجها كان السبب من جانبها تقول /منى علي وهي موظفة كنت إلى فترة قريبة لا أدخن ولا أستسيغه وحين تزوجت من رجل مدخن فرض علي التدخين مثله ورغم أني أعلم بأضراره إلا أني لا أفكر بالإقلاع عنه أو تركه.. وتتمنى لو يأتي يوم تهتم فيه الدولة بانشاء نواد خاصة للفتيات وذلك لشغل أوقاتهن بدلاً من الانخراط في التدخين. عوامل سلوكية أنور مهيوب أنعم «مدرب في مجال التنمية البشرية» يعتبر أن العوامل النفسية والسلوكية هي العامل الأول إلى جانب البيئة الاجتماعية والاصدقاء تمثل عوامل مساعدة ومهمة في حياة المدخن. ويرى أن التدخين إجرام في حق الذات، والمعالجات تكمن في خلق القيم في الجيل الصاعد وايجاد البدائل التي تتمثل في الرياضة وإيجاد النوادي الخاصة بالشباب. موضة !! أمل صالح بشر تقول «أنا لا أدخن، وأعتقد أنه في المقام الأول من يدفع الشباب للتدخين هو التقليد والفراغ وخاصة لدى البنات من يعتبرن التدخين موضة لتمسك السيجارة، ورغم أن الكثيرات يعلمن مايسببه التدخين وتتفق مع منى علي في أن الحل يكمن في انشاء النوادي الرياضية. التوعية.. ويرى أيمن النصيري «علوم سياسية» أن الذي يدفع الشباب إلى التدخين هي المشاكل العائلية بالدرجة الأولى إلى جانب الأصدقاء السيئين والبدائل تكمن على حد قوله في تثقيف الشباب وتوعيتهم ومحاولة حل مشاكلهم الأسرية كونها تمثل المدخل الذي يلج منه الشباب إلى التدخين. اللامبالاة ندى الجرفي ترى أن الفراغ الذي يعيشه الشباب وعدم الاهتمام بمايدور من حولهم يعتبر العامل الأول في تغيير سلوك الشباب نحو التدخين ولايقتصر على الشباب فقط، ولكن الشابات أيضاً يتفاخرن بذلك لمجرد الظهور أمام الفتيات ورغم المخاطر والأضرار إلا أنهن لايبالين بها. وتتفق مع ايمن النصيري في أن التوعية وتكثيف الحملات في المدارس والجامعات والشارع عامل مهم في اقلاع الشباب ومنعهم من التدخين ! وسائل الإعلام من جانبه يرى ماجد العراسي - رئىس الاتحاد - كلية التجارة أن الظروف المحيطة بالشباب العامل الأول، وفي عدم وجود الوعي والبيئة المناسبة والأصدقاء الصالحين في معظم أوقات فراغهم. مضيفاً بأن الوسائل الإعلاقية تلعب الدور الكبير في التوعية والتثقيف للشباب في هذا الجانب، والحل يبدأ من الأسرة نفسها ومن ثم المجتمع ووسائل الإعلام. سلوك غير حضاري !! أما هناء الصلوي تقول.. التدخين سلوك غير حضاري ولا يليق للشاب أو الشابة التمظهر به واعتقد أن التربية تلعب دوراً في تنشئة الشباب وبروز دورهم في الحياة وتوعيتهم وتثقيفهم، ونصحهم والحل الأنسب أن تقام دورات توعوية على مستوى المدارس والجامعات وإقامة صالات رياضية لكي يذهب إليها الشباب بدلاً من الذهاب إلى الشوارع ومقايل القات والشيشة. محمد علي جميل «كلية الاعلام» يقول أنا أدخن وكانت بدايتي مظهر أمام الشباب وفترة ضياع بعد أن كنت في نادي رياضي والآن لا أستطيع أن اتخلى عنه.. ويعتبر الحل الوحيد هو احتضان الشباب في نوادي رياضية وخاصة في بداية المراهقة وعدم الوقوع في نفس المستنقع الذي وقعنا فيه. الواقع مدرسة ! خالد طاهر «محاسبة» يقول الفراغ والقدوة غير الحسنة هي من تدفع الشباب إلى التدخين بالإضافة إلى تقمص وتقليد الممثلين والمشاهير من أصحاب الفن. أما الأسرة على حد قوله فتأتي بعد ذلك لعدم المتابعة ممايتيح للشباب فعل مابدى لهم دون رقيب ويرى أن التوعية بشيء من الواقع قد يدفعهم إلى الاقلاع وخاصة إذا كانوا في البداية. الفراغ والمشاكل الأسرية أما معاذ الحيدري فقد بدأ حديثة بالقول.. طبعاً كنت أدخن في السابق ولكن الآن أقلعت عنه تماماً وأعتقد أن الفراغ والمشاكل الأسرية تلعبان دوراً هاماً في جعل الشباب يدخن، والتدخين كما يقول مهلكة للوقت والمال والصحة، وأعتقد أننا نستطيع أن نتغلب على كافة المشاكل دون اللجوء إلى التدخين وتغطية الفراغ الذي لدينا بمايتناسب وامكاناتنا. محمد الضبيبي مع الحيدري مضيفاً أن التدخين يعتبر العدو الأول في الأسرة والمجتمع ككل وهي ظاهرة غير مرغوبة عند الجميع سواء كنا في مواصلات عامة أو حتى في المقايل، فقد يكون الجالس بجوارك أكثر تعرضاً ولو كان هناك حملات توعوية ونزول إلى المدارس والقرى وتوعية الشباب والأطفال والمراهقين لماوصلنا إلى ماوصلنا إليه الآن واتمنى أن يكون هناك جيلاً واعياً ومحافظاً على صحته وتعاليم دينه الحنيف. جلسة بنات بالنسبة لمها المحفدي تقول /أنا أدخن يوماً في الأسبوع وذلك مع اجتماعي بالبنات ولا أعتبر نفسي مدخنه لأني لا أتعاطي سوى «5» إلى «10» لفائف في الاسبوع ورغم علمي بالمخاطر إلا أنني أتغافلها حتى أظهر أمام الآخريات بنمط آخر إنما فإني أحدث نفسي بالاقلاع عنها مستقبلاً. واستطيع أن أستشف من الآراء السابقة والمحيط أن التدخين يعد عدواً من الدرجة الأولى للإنسان يستدعي حشد الاهتمامات والاصطفاف في سبيل مجابهته وخصوصاً في الوسط الشبابي الناشىء الذي بدأ خطواته الأولى في المضمار وتحت شعار «اللوك، والاستايل» دون الالتفات إلى المترتبات من ذلك يضم الجهود التي يبذلها المختصون في سبيل خلق رغم صحي وعلى مستوى المجتمعات في اطار العالم باسره.